للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت بعض الكتب ترد عليه أيضا من خارج الجزائر بالهدية ونحوها من تلاميذه وغيرهم. وسندرس مكتبته في الفصل الخاص بذلك. ولا شك أن مكتبته قد أفادت معهده وتلاميذه. وقد بقيت مكتبته ذخرا لبني ميزاب وللجزائر، وهي اليوم تحمل اسمه (١).

وقد توفي الشيخ القطب في ٢٣ ربيع الثاني سنة ١٣٣٢ (مارس ١٩١٤) عن ٩٦ سنة (٢). وترك تراثا عظيما من الكتب والتآليف والتأثير في المنطقة وخارجها. ولا نعلم أن أحدا من عائلته قد واصل مهمة هذا الشيخ في التعليم بالمنزل - المعهد. فنحن نعلم فقط أن ابن أخيه قد هاجر إلى تونس ومنها إلى مصر، وأن أحد تلاميذه وهو أبو اليقظان قد رحل في سبيل العلم إلى تونس على رأس أول بعثة ميزابية فيها. ولكن النهضة التي أرسى قواعدها القطب لم تمت بموته، بل تبناها تلاميذه والمتأثرون بأفكاره وبروح العصر، فأسسوا سنة ١٩٢٥ أول معهد حقيقي في القرارة، وهو المعهد الذي أصبح منارة في الصحراء. وتجاوبت بذلك أصوات النهضة العلمية في قسنطينة وتلمسان والجزائر وميزاب.

سافرت البعثة الميزابية الأولى إلى تونس في مايو ١٩١٤، وكانت تضم حوالي عشرة تلاميذ. وتولاها أبو اليقظان وعمر العنق. وكان ذلك بعد غلق مدرسة تبسة المعروفة بالصديقية. ومن أبرز تلاميذ البعثة حمو بن عيسى المرموري. وكان الحرص على أخلاق التلاميذ وتوجيههم هو الذي جعل الأولياء والشيوخ لا يرسلون التلاميذ أحرارا. ولذلك جعل المشرفون على البعثة بعد استقرارها في تونس نظاما داخليا دقيقيا، يشمل الانضباط في الأكل


(١) اعتمدنا في دراستنا على ما ذكرنا، وكذلك على إبراهيم أطفيش (ابن أخيه) صاحب كتاب (الأقوال السنية في حياة قطب الأيمة) الذي أخبر أنه ينوي طباعته، وكتاب (الدعاية إلى سبيل المؤمنين)، القاهرة، ١٩٢٣، هامش، ١٠٧ - ١٥٩. وكذلك عبد القادر جغلول (عناصر ثقافية) ١٩٨، ص ١٣ - ١٦، وأحمد توفيق المدني، (كتاب الجزائر)، ط. ٢، ص ٩١.
(٢) يرى كوبيرلي أنه توفي في مارس سنة ١٩١١. ولعل هذا خطأ مطبعي فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>