للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلاسيكية، كما يسمونها، فتدرس مرة في الأسبوع في السنة الثانية وفي الأقسام النهائية مرتين في الأسبوع، ولا يشرحها أو يتحدث عنها المعلم الفرنسي إلا باللغة الفرنسية. وفي المرحلة التحضيرية يتلقى التلميذ دروسه في التاريخ الفرنسي والجغرافية الفرنسية، والحساب، والتحليل العميق للنصوص بالفرنسية. فإذا اجتاز التلميذ هذه المرحلة التي سماها دوقا (فصل التلميذ عن القرآن)، يأخذ في تلقي دروس الأدب الفرنسي ويتمرن على طريقة التراجم الفرنسية وتحليل أعمال الكتاب الفرنسيين، كما يدرس تاريخ فرنسا منذ ١٧٨٩. أما في السنة الثالثة فيأخذ دروسا في تاريخ إفريقية (١)، أي أنه يدرس كل شيء تقريبا إلا تاريخ الجزائر وتاريخ العرب والمسلمين وحضارتهم.

بدأ معهد الجزائر بـ ١٠٥ من التلاميذ الداخليين و ٦٨ خارجيين، يضاف إليهم تلميذان في الطب. والداخليون هم أولاد العرب، كما يقول الفرنسيون، وكان عددهم يتزايد سنة بعد أخرى (٢). وكان التلاميذ الذين تتحمل الدولة الفرنسية نفقتهم هم أبناء القيادات الأهلية التي خدمت فرنسا كما ذكرنا. ويتضح ذلك من قائمة التلاميذ عند النجاح ونيل الجوائز فهم عادة أبناء كبار الموظفين عند فرنسا أو ممن قتل آباؤهم أو جرحوا أثناء أداء الخدمة لفرنسا أيضا. وكانت الميزانية المحلية والبلدية تساهم أيضا في النفقة والجوائز. وللتلاميذ المسلمين نظام داخلي خاص بهم. أما التلاميذ الأوروبيون فهم خارجيون (٣).

أول مدير للمعهد العربي - الفرنسي (الكوليج) منذ إنشائه هو الدكتور


(١) غوستاف دوقا المجلة الإفريقية R.A، ١٨٦٩، ص ٢٤٨.
(٢) بوليو، مرجع سابق، ٢٥٤.
(٣) انظر رسالة إبراهيم الونيسي عن جريدة المبشر، مرجع سابق، وكذلك ميرانت كراسات)، ص ٨٠. ويذكر ميرانت أن هناك علاقة بين إنشاء المعهد ومدرسة الطب، ولاحظ أن راندون خطط بأن يدخل تلاميذ المعهد إلى مدرسة الطب ليصبح هؤلاء بعد ذلك في خدمة الطب الفرنسي في الأعراش (الأرياف).

<<  <  ج: ص:  >  >>