للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدى الحياة، فإذا تزوجوا من أهل البلاد فإن نتاجهم يعتبر أدنى منهم مرتبة، ومن ثمة لا يمكنه أن يصعد إلى الحكم والمسؤولية، فهو كرغلي (أي ابن عبد وليس ابن حر). وإذا كان نتاج العثمانيين (الأجانب) على هذه الحالة فأولى وأحرى من كان من السكان الأصليين أو من مهاجري الأندلس (١). فقد ضرب العثمانيون في الجزائر حصارا شديدا حول أنفسهم وحول مواقع القوة في أيديهم حتى لا يتسرب إليها بقية السكان ولا يرقى إليها الطامحون في الحكم منهم. وتذكر المصادر أن هناك محاولة لقلب نظام الحكم قام بها بعض أبناء العثمانيين (أي الكراغلة) من أمهات جزائريات خلال القرن الحادي عشر , ولكن الآباء أحسوا بالمؤامرة قبل وقوعها فقضوا عليها وأشبعوا القائمين بها هلاكا ونكالا، ثم أوصدوا الباب في وجه الآخرين منهم مدى الحياة (٢).

وتدل مراحل الحكم التي أشرنا إليها إلى نوع العلاقة التي كانت بين


= أيضا من جزائرية. وكان لصالح رايس أيضا ولد (يسمى محمد) تولى بعد أبيه أيضا باشوية الجزائر. ولكن الغالب أنه لم يكن من أم جزائرية. ومما يذكر أن بعض الباشوات المعينين من قبل السلطان كانوا يأتون معهم بعائلاتهم من إسطانبول مثل جعفر باشا الذي جاء معه بأمه إلى الجزائر وكذلك خضر باشا الذي جاء بأخته المسماة (قمر).
(١) كان بعض الباشوات من أصول عربية أندلسية، ولكن من خارج الجزائر مثل عرب أحمد وصالح رأيس. والغريب أن أبناء الباشوات من أمهات مسلمات جزائريات لا يصعدون إلى مقام آبائهم بينما أبناء الباشوات من الأسيرات المسيحيات يصعدون إلى المقام آبانهم. انظر مدام بروس (عن إقامة في الجزائر).
(٢) هناك عدة محاولات قام بها الكراغلة للاستيلاء على الحكم في الجزائر. انظر فرنسيس نايت (سبع سنوات تحت الحكم التركي في الجزائر) لندن ١٦٤٠. انظر دراسة لبيير بواييه عن هذا الموضوع في (مجلة الغرب الإسلامي). وكانت تلمسان ومدينة الجزائر مركزين قوين لهذه الحركة. انظر دراستي عن (كعبة الطائفين) في كتاب (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر). انظر أيضا كتاب ابن المفتي، دلفان (المجلة الآسيوية)، ١٩٢٢، ٢٠٣. انظر أيضا جوزيف بيتز (حقائق عن الدين الإسلامي)، لندن، ١٧٠٤، ١٢٧ وقد عاش المؤلف خمس عشرة سنة في الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>