للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والستائر، بالذهب والحرير، وبمختلف الألوان والأشكال كالملابس والصدريات. وقد اتسعت المدرسة - الورشة بمعروضاتها حتى خارج الجزائر، إذ شاركت السيدة أليكس في المعرض الكبير ببريطانيا سنة ١٨٦٢ (١).

من الواضح أن ما قامت به السيدة أليكس ليس تعليما بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه نوع من التكوين المهني عن طريق اللغة الفرنسية، وهو استغلال لطاقة البنات المسلمات لفائدة الحياة الاقتصادية الفرنسية والتسرب إلى داخل المجتمع الذي بقي مغلقا في وجه الغزو الفرنسي. وفي سنة ١٨٥٠ صدرت مراسيم إنشاء بعض المدارس العربية - الفرنسية، كما ذكرنا، ومنها الست مدارس في أغلب المدن التي احتلت إلى ذلك الحين. وفي هذا النطاق نص المرسوم أيضا على إنشاء مدارس في الجزائر وقسنطينة والبليدة ووهران وعنابة ومستغانم للفتيات المسلمات يأخذن فيها تعليما ابتدائيا وأشغال الإبرة. وقد قيل عندئذ أن لجنة من النساء يعينها الوالي (البريفي) ستشرف على هذه المدارس (٢). ولكن التجربة كانت فاشلة فيما يبدو، لأننا وجدنا الفرنسيين يشكون من تحكم العادات في المجتمع. وفي تقرير لسنة ١٨٥٢ لا نجد سوى ١٥٠ (وهو رقم ملفت للنظر) تلميذة يذهبن إلى مدرسة فرنسية تديرها امرأة فرنسية. وقد كن يتعلمن فيها بالإضافة إلى مواد التعليم المعروفة في المدرسة العربية - الفرنسية، عمل الإبرة والنشاط المنزلي. وفي ورشة ملحقة بالمدرسة يتعلم كبار النسوة الخياطة (٣).


(١) السيدة روجرز Rogers (شتاء في الجزائر)، لندن، ١٨٦٥، ص ١٠٣ - ١٩٩. ظهر وصف لأعمال أليكس في مجلة نسائية بريطانية اسمها (جورنال المرأة الانكليزية) بقلم السيدة بوديشون. وهو الذي استفادت منه السيدة روجرز. وجاء في تقرير لسنة ١٨٥٧ أن هذه المدرسة كانت خاصة. أرشيف إيكس (فرنسا)، ٢٠ - I ١. يقول السيد بوجيجا إن السيدة لوس (أليكس) هي زوجة رئيس فرقة موسيقية في الجيش، ومؤلفة. وأن الوزارة قد اعترفت رسميا بمدرستها في ٦ يناير ١٨٤٧. انظر S.G.A.A.N مرجع سابق، ٧٠.
(٢) السجل (طابلو) سنة ١٨٤٦ - ١٨٤٩، ص ١٩٥.
(٣) نفس المصدر، سنة ١٨٥١ - ١٨٥٢، ص ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>