للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطرده، سنة ١٨٤٤ (معركة إيسلي). ترى ما المساعدات التي قدمتها زاوية وزان عندئد؟.

لكن العلاقات بين السلطات الفرنسية وزاوية وزان لم تعد خافية إلا على معصوبي العينين، منذ ١٨٩١، فقد كان لعاب فرنسا يسيل للاستيلاء على الصحراء وأراضي الجنوب، وكانت في حاجة إلى دعم (أصدقائها) مشائخ الطرق، سواء كانوا من الطيبية أو التجانية أو القادرية أو غيرها، وبالإضافة إلى ذلك فإن شريف وزان (عبد السلام) قد سبق له أن تزوج من انكليزية، واعتنق مبدأ (التقدم) الذي يدعيه الغرب عندئذ كما يدعي اليوم مبدأ الديموقراطية وحقوق الإنسان، كما أن شريف وزان دخل تحت الحماية الفرنسية، وهو نظام (الحماية الشخصية) الذي فرضته الدول الغربية على سلطان المغرب، الحسن الأول (١٨٧٣ - ١٨٩٤) بحيث يمكن لرعاياه أن يكونوا رعايا دولة أجنبية باختيارهم (١). وفي هذا النطاق جاء إلى الجزائر شريف وزان نفسه، عبد السلام بن العربي، في زيارة رسمية، واستقبله الحاكم العام جول كامبون، وبقي ضيفا رفيع المستوى خلال شهرين، ومدحته الوثائق الفرنسية بأنه قاوم الضغط من بعض الجهات الأجنبية (بريطانيا؟) حتى لا ينفذ الزيارة، ويهمنا هنا أنه حصل من هذه الزيارة على موافقة أهل القورارة على الدخول تحت الحماية الفرنسية أيضا، مع التزامه هو شخصيا نحو فرنسا، على أن تكون لها هي الكلمة العليا في بيت وزان (مسألة الولاية). بالإضافة إلى قضايا أخرى دبلوماسية، بقيت من الأسرار الدقيقة غير المعلنة بين الطرفين (٢).


(١) عن هذا الموضوع انظر كتاب محمد العربي معريش (المغرب الأقصى في عهد السلطان الحسن الأول). بيروت، ١٩٨٩.
(٢) تذهب المصادر الفرنسية إلى أن اتفاق مدريد سنة ١٨٨٠ قد أعطى لفرنسا حق حماية شريف وزان وزاويته لأن للطيبية أتباعا في الجزائر تحت السيادة الفرنسية، كما أن (الحماية) الفرنسية قد أعطيت له تعويضا له على خدماته، وبناء على طلبه، رغم أن حكومة السلطان كانت تحتج على هذا التدخل في شؤون رعاياها، وبدون جدوى، =

<<  <  ج: ص:  >  >>