للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الأمير). ثم مساعدة التجانية في تماسين للدوق دومال D'Aumale على احتلال بسكرة سنة ١٨٤٤، وكان أحمد التجاني قد (انحرف) عن الخط سنة ١٨٦٩ (١). فإنه ذهب إلى فرنسا سنة ١٨٧٠ لتهنئة الجنود المسلمين الذين حاربوا مع فرنسا ضد ألمانيا (٢). وكان زواجه من الفرنسية (البكر) الحرة، المصونة أوريلي بيكاردا تكفيرا عما يكون قد بقي في خاطر الحكام الفرنسيين ضده من (انحرافه). السابق، وكانت بيكار هي السبب في تحويل كوردان من زاوية صحراوية إلى قصر هجين يسر الناظرين (٣).

واستمر أحمد التجاني محل شك لدى السلطات الفرنسية التي كانت لا تصدق براءته، فبعد ثورة بوعمامة سنة ١٨٨١ ظهرت إشاعات جديدة مفادها أن أحمد قد تورط فيها أو أنه لم يمنع توريط أتباعه من الانضمام إليها، وحامت حوله الشكوك لاعتقاله، وبدل أن تنفيه السلطات هذه المرة أيضا اكتفت (بدعوته) إلى الجزائر للإقامة بها بعض الوقت، ومن هناك وتحت إشراف الفرنسيين، كتب الرسائل إلى إخوانه ومقدميه يحذرهم من مشايعة الثورة، ولكي يبرهن على براءته، حسب دعواهم، طلب من هذه السلطات إرسال ضابط إلى عين ماضي ليطلع على الأمور، وقد فعلت، كما طلب منها إرسال معلم فرنسي إلى هناك أيضا (١٨٨٢).

وفي سنة ١٨٨١ توجه أحد مقدمي التجانية وهو عبد القادر بن حميدة، صحبة العقيد (فلاترز) دليلا لبعثته، وقد قتل فلاترز ومات معه ابن حميدة، وأرسل أحمد التجاني الرسائل إلى توات وعين صالح وبورنو وسقوطو رغيرها لتقديم المساعدات للنفوذ الفرنسي، ونفس الشيء قامت به زاوية


(١) اتهامه بأنه أيد ثورة أولاد سيدي الشيخ، وهو الاتهام الذي أدى إلى اعتقاله في الجزائر، انظر سابقا.
(٢) لم يشر هنا إلى كونه (تطوع) لحمل رسالة أو عريضة أعيان الجزائر إلى حكومة بوردو، وهي رواية رين الذي يذكر أيضا وضعه أثناء ثوره بوعمامة، ص ٤٣٤.
(٣) المقصود أن القصر صار يجمع بين الميزات العربية الإسلامية وبين مظاهر الحضارة الأوربية.

<<  <  ج: ص:  >  >>