للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تماسين أيضا، وتقديرا لهذا الدور حضر الحاكم العام شخصيا حفلة التأبين المذكورة، وألقى كلمة نوه فيها بدور الطريقة ودور أحمد التجاني ودور أوريلي بيكار في كوردان أيضا، ومما ذكره الحاكم العام أن أحمد التجاني كان عازما على إحداث مستشفى لزائري زاويته تكون إدارته في يد الآباء البيض، كدليل على تحرره وتقبله المدنية وخدمة الحضارة.

ومن خطباء هذه المناسبة الرسمية جدا والتي لا يستطيع المدعوون إليها رفض حضورها، المفتي الحنفي أحمد بوقندورة، والمفتي المالكي محمد بن زاكور، والمفتي الأول هو الذي ألقى كلمة رجال الدين الموظفين، أما كلمة رجال الطرق الصوفية فقد ألقاها محمد بن الحاج محمد بن بلقاسم الهاملي نيابة عن عمه الذي حضر رغم مرضه (١). أما الأهالي فقد ألقى كلمتهم الآغا الأخضر حاكم الأرباع.

وقد ظلت شمائل الشيخ أحمد التجاني تتردد على أفواه الحكام الفرنسيين إلى ١٩٥٢، ففي افتتاح (متحف برازا) بالجزائر عرج الحاكم العام، روجي ليونار، على ذكريات برازا BRAZZA في إفريقية، فقال: كيف ننسى بهذه المناسبة ذكرى الشيخ أحمد التجاني رئيس الطريقة التجانية القوية وزوج تلك (المرأة) الفرنسية من اللورين، التي دخلت الأسطورة بالاسم الجميل وهو (أميرة الرمال)؟ إن أحمد التجاني هذا هو الذي أعطى إلى برازا الرسائل الثمينة لتقديمه إلى زعماء الكونغو من أعضاء طريقته، وهو الذي استجاب لدعوة برازا لتسهيل مهمة (فور - لامي FORT-LAMY) نحو تشاد (٢).


(١) توفي بعد ذلك بقليل، كما ذكرنا، انظر عن زاوية الهامل حديثنا عن الرحمانية، (توفي في ٢ جوان ١٨٩٧). أي بعد أربعين يوما من التأبين (التأبين ٢/ ٤/ ١٨٩٧).
(٢) (مجلة البحر الأبيض) عدد ٢، مجلد ١٢، ١٩٥٢، مما يذكر أنه كان للشيخ أحمد التجاني ختم مربع مكتوب فيه: (يا عالم الخفايا، يا رازق البرايا، من فضلك العطايا، اغفر لنا الخطايا) وفي وسطه: (عبده أحمد بن مولاي محمد التجاني، ١٨٧٩). انظر ديبون وكوبولاني، مرجع سابق، ص ٤٢٦، وفي هذا المصدر صور أيضا لزاوية تماسين وزاوية قمار، وقصر كوردان، وضريح الحاج علي بتماسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>