للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطوارق قد ضعف نتيجة نشاط السنوسية في المنطقة إذ كان نفوذ هذه الطريقة يزداد هناك منذ ١٨٦٠، ومنذ ثورة ١٨٦٤ فصل التجانيون قضيتهم عن قضية أولاد سيدي الشيخ الذين كان عدد كبير منهم قادريين، وهكذا فإنه كان للفرنسيين مؤشرات Indications ثمينة من زاويتي عين ماضي وتماسين، ضد أولاد سيدي الشيخ (١). وقد ذكرنا أن الشيخ محمد العيد قد توفي سنة ١٨٧٥.

وقد وصف دو فيرييه زاوية تماسين في عهد الشيخ محمد العيد بأنها كانت أعظم زوايا الجزائر، وقال إنك حين تدخلها تحس بعظمة المؤسسة وحكومتها القوية، فيها مسجد للصلاة، وعدد من المنازل للأتباع والخدم، وقصر ضخم لإقامة الشيخ يحتوي على مرايا جيء بها من البندقية، كما تحتوي على الأرائك المزينة على الطراز الأوربي، وكل ذلك من الضخامة بحيث لا تظن نفسك في مدينة صحراوية، والغريب أن دو فيرييه أضاف، بعد أن ذكر أن الزاوية قد أبقت على العلاقات الطيبة مع السلطات الفرنسية، بأنها كانت مركزا كبيرا وأنها كانت تحت حماية حكام فاس وتونس (٢). وقال: إن


(١) رين، مرجع سابق، ص ٤٣٠، وكانت وفاة الشيخ محمد بن علي السنوسي سنة ١٨٥٩.
(٢) ثبت من بعض الوثائق التونسية أن للشيخ محمد العيد يدا في إلقاء القبض على الثائر علي بن غذاهم، سنة ١٨٦٤، وقد أشار إلى القصة ابن أبي الضياف في كتابه بدون توضيح، لكن أحد الكتاب، وهو عمر القروي، أضاف على نسخته من (الإتحاف) أن محمد العيد قد كاتب أثناء أدائه الحج (سنة ١٨٦٤) علي بن غذاهم ووعده بالشفاعة والأمان باسم القطب الرباني أحمد التجاني، فلما قدم عليه طلب منه وضع سلاحه لأن ذلك من شروط التوبة والأمان والطاعة وطلب الشفاعة، ثم كاتب الوزير في الحين بوجود علي بن غذاهم في قبضته، ولم يذكر له مكتوب الشفاعة، فبعث الوزير من اعتقل ابن غذاهم، وأخذ محمد العيد جائزة على فعله، وكان محمد العيد قد نزل بهنشير خلاد، قرب مدينة قربص، انظر النيال (الحقيقة). مرجع سابق، ص ٣٣١ - ٣٣٢، ويذكر (رين). ص ٤٥٠، أن محمد الصادق (باي تونس) كان تجانيا، وأن عدة شخصيات من قصر باردو كانوا ينتمون إلى الطريقة التجانية أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>