١٨٠٠). ولكن ليس كل التجانيين يعرفون الكناش أو يقرأونه، اللهم إلا الخاصة منهم أو خاصة الخاصة، لضخامته من جهة ولغموض محتواه الصوفي عليهم من جهة أخرى، وقد قيل إن الشيخ أملاه بعد رؤيته للرسول (صلى الله عليه وسلم). فقد كلفه فيها بمهمة القيام بشرح الآيات الغامضة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن يشرح ويعلق على الدروس التي صدرت عن الشيوخ والفقهاء المسلمين، وقد ذكرنا أن عنوان الكتاب الكامل هو (جواهر المعاني). وأنه يضم حوالي ٦٠٠ صفحة، وقال (رين) إنه لو ترجم إلى الفرنسية لجاء في خمسة أو ستة مجلدات، وأخبر أنه لم يعد كتابا سرا لأن مكتبة الجزائر أصبحت تتوفر على نسخة جيدة منه تابعة لقسم المخطوطات العربية، ووصفه بأنه مقسم إلى ستة فصول، ويطلق عليها كتب (١).
وإليك محتوى هذا الكتاب، فالفصول أو (الكتب) الستة بعد المقدمة التي تتناول فضل التصوف، هي:
الأول: الميلاد والأصل والعائلة والنسب والشباب للشيخ التجاني.
الثاني: دراساته في التصوف، ونمط حياته، خصائصه، خيرته ومناقبه.
الثالث: كراماته Prodiges، وعلمه وورعه.
الرابع: أوراده وأذكاره وطريقته، وصورة الباحث عن الحقيقة فيه، وأنواع الأدعية عند التجاني.
الخامس: تفسير بعض الآيات من القرآن الكريم والحديث، الخ.
السادس: بعض كراماته.
(١) رين، مرجع سابق، ٤٤٣، تمنى رين لو أن الكناش قد ترجم إلى الفرنسية، لأن ترجمته لا تخلو من فائدة، سيما وأن مذهب الشيخ التجاني يمتاز في نظره، بالليبرالية، وقال إن الضابط (آرنو) قد ترجم له من الكناش خلاصات بطلب منه، وأورد رين نماذج من تفسير القرآن عند الشيخ التجاني ليبرهن على ليبراليته وتفتحه، وأبرز بالحروف المفخمة قول التجاني في بعضها (إن الكفار يقعون في دائرة حماية حب الله). ص ٤٤٤ - ٤٤٦.