للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ثلاثين ألف نسمة فقط (١).

وكانت العاصمة تضم عددا من المؤسسات الدينية والعمرانية من ذلك المساجد والزوايا والقباب والثكنات، التي قدرها بعضهم بثماني ثكنات كبيرة (٢)، وخمسة معتقلات كبيرة للأسرى المسيحيين وثمانية أبراج مسلحة بالمدافع، ولها خمسة أبواب، وحولها خندق عظيم. وكان فيها عدد من القصور والدور الضخمة أهمها قصر الداي الذي يتكون من قسمين كبيرين وفيه غرف واسعة وسواري رخامية. وكان أثاثه من المرايا والزرابي والساعات الكبيرة. وكانت فيها دور واسعة لا تقل رونقا عن القصور الرسمية يسكنها أغنياء الحضر والكراغلة. وما زالت بقايا هذه الدور اليوم ممثلة فيما يعرف بالدور الأندلسية أو (الموريسكية). بالإضافة إلى ما ذكرناه من أسواق وبزارات وحمامات وصنائع وبساتين يضرب بها المثل. وكانت شوارع المدينة ضيفة نسبيا لأسباب تتعلق بالأمن من جهة وبالطبيعة والمناخ من جهة أخرى. وجميع الكتابات تؤكد أن مدينة الجزائر كانت من أشهر المدن أمنا لساكنيها. وقد تغنى بعض الأدباء بطبيعة وقصور وجمال مدينة الجزائر، كما نرى ذلك في الحديث عن الأدب. وقال عنها بعض الأوروبيين أنها كانت تشبه سفينة شراعية عريضة من الأسفل ضيقة من الأعلى. وقد عدد دابر بعض الحرفيين في مدينة الجزائر وحدها فكانوا كما يلي: ٣٠٠٠ نساج، ١٢٠٠ نحات (أو نجار)؟ ٤٠٠ خباز، ٣٠٠ جزار، الخ. كما ذكر أنه كان بها ١٠٧ مساجد، و ٦٢ حماما، ٩ فنادق، ٦ سجون.

٢ - وتأتي مدينة قسنطينة بعد العاصمة في الأهمية خلال العهد


(١) الحسن الوزان، ٢/ ٣٤٧، وكذلك نيقولاي (تاريخ الترك العام)، ٦٢، وفرنسيس نايت (قصة سبع سنوات .. في الجزائر)، لندن ١٦٤٠، ٥٠، وبانانتي، ١٠٩، ونوا، ٣٦٣، وجول بارلو، ١٢١، انظر أيضا دابر، ١٧٧.
(٢) ذكر ذلك السيد ديني (المجلة الإفريقية) ١٩٢٠، ٢١٧، وذلك في القرن الثاني عشر (١٨ م). وعن المؤسسات الثقافية بالعاصمة وغيرها، انظر الفصل الخاص بالمؤسسات فيما يأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>