للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التجاري والسياسي مع المشرق، وخاصة مع الحجاز (١).

ولا ندري إن كان ادوارد ألار Allard قد ذهب بنفسه إلى الحجاز أيضا سنة ١٨٩٥، ولكننا نعلم أنه كان الطبيب المتصرف لدى الحكومة العامة في الجزائر، مكلفا بشؤون الحج، وفي هذا النطاق كتب تقريرا طويلا في السنة المذكورة عن الأمراض المعدية والوقاية منها، وكان قد نشر تقريره (أو دراسته) في مجلة متخصصة، ونقلته عنها مجلة إفريقية الفرنسية، ومن رأى (ألار) أن تمنع الحكومة العامة الحج مباشرة وأن لا تكثر من التشريعات في ذلك، بل تترك الوقت يعمل عمله، وعليها إغراء الحجاج المسلمين المتنورين بتفادي الأمراض والاختلاط بغيرهم، ومن رأيه أيضا أن على الحجاج الجزائريين البدء بزيارة المدينة المنورة قبل مكة المكرمة، لأسباب صحية (٢).

وفي ١٩٠٢ قام بروفاش، وهو متصرف إداري للبلديات المختلصة في الجزائر، بمرافقة الحجاج الجزائريين إلى جدة، وبعد رجوعه قدم انطباعاته عن (الحج إلى مكة) أمام العلماء المستشرقين في مؤتمرهم بالجزائر ١٩٠٥، وقد ركز على نقطتين: الأخطار التي يتعرض لها الحاج الجزائري كاستغلال المطوفين والتجار له، والأمراض في مكة ومنى، أما النقطة الثانية فهي اتهام


(١) جيرفي كورتيلمون (رحلة إلى مكة). هاشيت، باريس، ١٨٩٦، راجعتها (إفريقية الفرنسية). أكتوبر ١٨٩٦، ص ٣٢٦، وكان جيرفي قد قرأ جزءا من رحلته في مقر الجنة إفريقية الفرنسية) بتاريخ ٢٩ نوفمبر ١٨٩٥ بفرنسا، انظر إفريقية الفرنسية A.F، يناير ١٨٩٦، ص ٤ - ٥. ومن الغريب أن صورة الحجاز عندئذ كأنها هي صورة حجاز اليوم، فقد لاحظ جيرفي أن الإنكليز هم كل شيء هناك، وأن الناس يقولون في مكة إن الإنكليز سيعتنقون الإسلام، وأنهم إذا فعلوا ذلك فإن دولة العالم ستكون إسلامية، أما اليوم فهؤلاء الناس يقولون بدون شك إن الله قد أرسل الأمريكان ليخدموا المسلمين ويدافعوا عنهم، وما علينا نحن إلا الراحة والأحلام، فماذا تغير إذن؟، عن رحلة جيرفي انظر أيضا بحثنا (فرنسيان في الحجاز) في مجلة (المنهل). عدد اغسطس، ١٩٩٦.
(٢) إفريقية الفرنسية، يوليو، ١٨٩٥، ص ٢٢٩ - ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>