للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - الجامع الأخضر: أو جامع سيدي الأخضر. وقد بناه الباي حسن المعروف بوحنك سنة ١١٥٦ (والمتوفى سنة ١١٦٧). وهو من مساجد المذهب الحنفي، ويشهد الأثريون أنه كان مسجدا بديع الصنعة، له خمس بلاطات (أروقة) وأجملها الوسطى. وكان يضم أضرحة العائلة. وقد ألحقت به مدرسة جميلة أيضا بناها صالح باي. وتسمى مدرسة جامع سيدي الأخضر. وهذه المدرسة هي التي اغتصبها الفرنسيون من يد المسلمين وجعلوها مقرا لحلقة اللغة العربية التي أحدثوها لأنفسهم، أي تدريس العربية لمن سيتولون شؤون المسلمين كضباط المكاتب العربية وموظفي الإدارة المدنية. وفي هذه المدرسة كان المستشرق شيربونو هو أول من تولى حلقة اللغة العربية (١). وقد اشتهر الجامع الأخضر منذ الحرب العالمية الأولى بدروس الشيخ عبد الحميد بن باديس، زعيم النهضة الوطنية.

٧ - جامع عبد الرحمن المناطقي: واسم المناطقي كان يوحي بحرمة كبيرة في قسنطينة حتى أن بعض الناس كان يحلف برأسه، بقطع النظر عن كون هذا من الشرك بالله. وقد بني الجامع حوالي ١٠٢٢ هـ (١٦١٣ م)، من قبل قايد الباب. ويقال إن المناطقي رجل من المغرب الأقصى، ويرجع تاريخه إلى العهد الحفصي، ربما في عهد السلطان عبد الواحد بن أبي حفص. ولا يعرف تاريخ وفاة المناطقي. وله كرامات عديدة (٢).


= نقلت إلى قصر الحاج أحمد بعد تحويل الجامع إلى كنيسة حتى ينسى الفرنسيون أن هذا الجامع له تاريخ مكتوب بالعربية وأن جهة إسلامية هي التي بنته. أما الشيخ مصطفى بن جلول فيبدو أنه كان يتقرب للفرنسيين بوثائقه وتصريحاته، لأنه قدم معلومات أخرى مشابهة إلى فايسات أيضا. وعن تاريخ جامع سوق الغزل انظر أيضا (روكاي) سنة ١٨٦٥، ص ٦٧.
(١) عن شيربونو وحلقة اللغة العربية انظر فصل الاستشراق. وفي كتابة ترجع إلى ١٩٥٥ أنه لم يكن في قسنطينة عندك سوى ثلاثة جوامع للخطبة، وهي الجامع الكبير والجامع الأخضر والجامع الكتاني. انظر السياسي (مشاهداتي في قسنطينة)، مرجع سابق.
(٢) البهلي النيال (الحقيقة التاريخية)، مرجع سابق، ص ٢٠٩ - ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>