للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر المساجد فخامة فيها هو الجامع الكبير، وعد من الزوايا فيها أربعة. ولكننا لا نملك وصفا لهذه البنايات الدينية ولا مصيرها في تقرير سنة ١٨٤١ (١). ومن الأكيد أن بلدأ هجره سكانه ودخله العدو الباحث عن الاستقرار والاستعمار سيكون معرضا لكل الاحتمالات ومن بينها الاستيلاء على المساجد والزوايا واستعمالها لأغراض عسكرية ومدنية.

وفي ندرومة عدد من المساجد لا نعرف أنها تعرضت للاستيلاء وسوء الاستعمال. وأكبر المساجد فيها هو الجامع الكبير وجامع القدارين، وكلاهما كان جامع خطبة، ويعود تاريخ الجامع الكبير إلى عهد المرابطين، وكان في ندرومة أيضا مساجد أخرى كثيرة ولكنها عديمة الصوامع أو كانت لها صوامع ولكن منخفضة لا تكاد ترى فوق المنازل. والجامعان الأولان يقعان كلاهما في حي بني زيد في جنوب شرق المدينة. وفي الحي الجنوبي - الغربي مساجد سيدي بوعلي ولاله عالية (علية). وهناك مساجد أخرى في شمال المدينة، وهي جامع الحدادين وجامع الرعية وجامع سيدي السياج (٢). ولا شك أن مساجد ندرومة قد تعرضت جميعا إلى الإهمال والحرمان من الأوقاف جد استيلاء الفرنسيين عليها.

لكن المدينة التي تميزت بالمساجد والزوايا وغيرها في الإقليم الغربي هي بدون منازع تلمسان. ومن حسن الحظ أن هناك عدة دراسات لمساجدها


(١) سجل (طابلو)، ١٨٤١، ١٩. قدر الفرنسيون عدد سكان مليانة عندئذ بين ٧ و ٨ آلاف نسمة. ولكن المدينة كانت مهجورة. وكان خليفتها هو محمد بن علال، خليفة الأمير منذ منتصف الثلاثينات.
(٢) الفريد بيل (ندرومة العاصمة الإسلامية للطرارة) في SGAAN (١٩٣٤)، ٥١٥ - ٥١٦. انظر أيضا جورج مارسيه، مجلة معهد الدراسات الشرقية (الجزائر)، المجلد ٨، ١٩٤٩ - ١٩٥٠، ص ٢٦٦ - ٢٧٧ مع رسومات. والبحث عن مساجد تلمسان. وفيه إشارة فقط إلى الجامع الكبير في ندرومة. وكان جورج مارسيه وأخوه ويليام مارسيه قد أصدرا كتابا سنة ١٩٠٣ بعنوان (المعالم الإسلامية لتلمسان). ويقول يحيى بوعزيز إن لجامع ندرومة ٣٠ عرصة وله منارة عالية مربعة الشكل جميلة النقوش. مراسلة معه، مارس ١٩٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>