للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحافة لأنها وسيلة لنشر الأفكار وتعليم الشعب. بدأ في الكتابة بالجرائد التونسية، مثل (التقدم) و (مرشد الأمة) و (المرشد). واعتبره محمد الصالح الجابري أول الكتاب الجزائريين الذين شاركوا في تحرير الصحف التونسية في أوائل هذا القرن. وترجع مقالته التي بعث بها إلى جريدة التقدم إلى سنة ١٩٠٧، وهي في الواقع ليست مقالة وإنما كانت رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة الفرنسية وإلى الحاكم العام بالجزائر (١). وواصل راسم نشره في جريدة التقدم حيث هاجم سنة ١٩٠٨ منح النياشين إلى الجزائريين من يد السلطات الفرنسية مقابل الخدمات والولاء على حساب الشعب والمصلحة الوطنية، كما هاجم مساوئ الحضارة الغربية، وانتقد الفئة المندمجة لأنهم (ولوا وجوههم شطر المتسلط علينا). واتبعوا سياسة الفرنسيين المتغلبين على الوطن (٢). ولعل عمر راسم قد نشر في (المرشد) وغيره بتونس قبل ١٩٠٧ أيضا.

ومنذ ١٩٠٨ أنشأ عمر راسم صحيفة باسمه، وهي (الجزائر)، وقد وصفتها مجلة العالم الإسلامي بأنها جريدة بالعربية علمية أدبية وتربوية. وقالت إن (جماعة) قامت بإنشائها لتثقيف وتهذيب الجزائريين، وإنها جريدة دينية بالدرجة الأولى. ومن جهة أخرى قالت إن (الجزائر) تختار من الأخبار كل ما يهم المسلمين الجزائريين أو الذين يزورون الجزائر منهم. وكان الحديث عنها نوعا من الإعلان. لأن الجريدة طلبت من كل ذوي النوايا الحسنة بالمجلات، الإعلان عنها والتبادل معها والتعريف بها (٣). ورغم ذلك


(١) نشرها في عدد ٢٦ ديسمبر ١٩٠٧ من التقدم التونسية. انظر الجابري مجلة (الحياة الثقافية)، تونس، مرجع سابق، ص ٢١.
(٢) نشرها في عدد ٢٧ فبراير ١٩٠٨ في نفس الجريدة (التقدم). انظر الجابري، مجلة (الحياة الثقافية)، مرجع سابق، ص ١٧.
(٣) كان ذلك على إثر تلقي مجلة العالم الإسلامي للعدد التجريبي من (الجزائر). وكانت (الجزائر) تصدر أول و ١٥ من كل شهر. والمراسلات معها باسم عمر راسم، ومقرها شارع موقادور رقم ٢ بالعاصمة، وثمن الاشتراك فيها بفرنسا والمغرب العربي ٧ فرنكات. انظر (مجلة العالم الإسلامي)، اكتوبر ١٩٠٨، ص ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>