للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - محمد الخروبي القلعي: وتاريخ ميلاده غير معروف. وكان من أخلص الناس للأمير الذي ولاه عدة وظائف منها الكتابة له والسفارة والولاية. فقد عينه خليفة على سطيف، وأرسله إلى (سلطان) تقرت، سنة ١٨٣٨، وكانت عائلة الخروبي ضمن الزمالة فأسر الفرنسيون ابنته وتزوج بها كما قيل أحد ضباطهم، كما أسروا الخروبي نفسه. ثم أطلقوا سراحه، فاختار الإقامة في دمشق، وحين أطلق سراح الأمير وحل ببروسة التحق به محمد الخروبي وبقي معه إلى أن رجع معه إلى دمشق. وفي هذه المدينة اشتغل الخروبي بالعلم وإفادة الناس به، وكان كثير الحفظ طليق اللسان. وكان عبد الرزاق البيطار يعرفه شخصيا فذكر أنه كان يزوره رفقة والده كما كان الخروبي يزورهم. وكانت بينهم مذكرات علمية. وقد وصفوه أيضا بالجرأة والمهابة. وأدركته الوفاة سنة ١٢٧٩ (١٨٦٢) (١) فكان الخروبي من المهاجرين الذين نفعوا بعلمهم وسيرتهم.

١١ - محمد بن يلس بن شاويش: ولد في تلمسان سنة ١٨٤٧ (١٢٦٤). وبقي في الجزائر إلى هجرته منها سنة ١٩١١ عند التحضير لفرض التجنيد على المواطنين. تعلم الدن والتصوف والعربية، ومن شيوخه في الطريقة الدرقاوية (الشاذلية) محمد البوزيدي. وحياته بالجزائر غير معروفة لدينا. فالذين ترجموا له أغلبهم من دمشق، وهم الذين عرفوه شاعرا وشيخا للزاوية العمادية هناك. وكانت هجرته مع عائلته وأصحابه، عبر طنجة ومرسيليا. ومنذ وصوله اشتغل بالتدريس وتلقين الأوراد الصوفية، ونشر ديوانا من الشعر، وتتلمذ عليه بعض أعيان دمشق، وأعطته السلطات العثمانية الزاوية المذكورة لينتفع بها وينفع منها. ومن الذين رافقوه في هجرته وخلفوه على الزاوية بعد وفاته سنة ١٩٢٧، تلميذه محمد بن عبد الرحمن الهاشمي.


(١) (حلية البشر) ٣/ ١٣٠٣، و (علماء دمشق وأعيانها) ٢/ ٦١٠. وقد دفن بمقبرة الدحداح بدمشق. ورأينا أثناء دراستنا عن محمد الشاذلي أن الخروبي كان ضمن وفد جزائري زار فرنسا بتدبير رسمي. ولا ندري انطباعه عن هذه الزيارة التي حدثت أثناء وجود الأمير في السجن. كما لا ندري مصير ابنته الأسيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>