للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرنوب، الخ (١). ورغم تقدم العمل الكنسي فإن بارجيس، مثل بافي أيضا، كان يخشى على مصيره، فقد انتقد موقف الداعين إلى التسامح، وقال ان الفرنسيين إذا بقوا على هذا المنوال الذي دام ثماني عشرة سنة ١٨٣٠ - ١٨٤٨ فإن المسيحيين في الجزائر سيختفون ويعتنقون دين النبي (محمد) المزيف، في نظره. كما انتقد القساوسة المائة الذين كانوا بالجزائر ولم يتسربوا إلى نفوس أهل البلاد لعدم معرفتهم اللغة (٢).

وخلاصة أعمال الأسقف بافي أنه أكمل مشروع الحلقات الدراسية في القبة وسانت أوجين (بلكين) بالعاصمة. وفي ١٨٥٠ افتتح على حصن سانتا كروز بوهران، معبدا جديدا سماه معبد (سيدة الخلاص)، وفي ١٨٥٤ وضع الحجر الأساسي لكنيسة السيدة الافريقية بالعاصمة في أعلى نقطة من جبل بوزريعة المطل على البحر. ووسع من كاتيدرالية سان فيليب (جامع كتشاوة) التي دفن فيها سلفه دوبوش سنة ١٨٦٤. وأحضر مجموعة من المعلمين المعروفين باسم (أخوة المدارس المسيحية) وفتح بهم التعليم الديني ووسع منه ابتداء من ١٨٥٤ (عهد المارشال راندون)، كما أحضر، باتفاق مع الحكومة، عددا من الجزويت (اليسوعيين). وبهؤلاء وأولئك فتح بعض المدارس والملاجئ في زواوة وفي غيرها باسم الأعمال الخيرية. ومما يذكر له أيضا أنه هيأ لإنشاء أسقفية في كل من وهران وقسنطينة، كما جعل أسقفية الجزائر في مستوى أسقفية فرنسا (٣).

ويذهب الكتاب إلى أن بافي وسع من التعليم باللغة الفرنسية وإنشاء


(١) بارجيس Barges (موجز تاريخي عن الكنيسة الافريقية ... خصوصا في تلمسان)، باريس، ١٨٤٨. المقدمة، ثم ص ٣٨ - ٤٢. كان بارجيس أستاذا للغتين العبرية والكلدانية بكلية اللاهوت بباريس، وكان عضوا في الجمعية الآسيوية لسان حال المستشرقين. وقد زار تلمسان عدة مرات، وخصها ببعض التأليف عن تاريخها وملوكها.
(٢) نفس المصدر، ص ٤٥.
(٣) قوانار (الجزائر)، مرجع سابق، ص ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>