للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من مخطوطات وما عندهم من معلومات أخرى، كما فعل فايسات، رغم أنه حصل بطرقه الخاصة على ما يريد.

إن الترجمة هنا تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى. فإذا كانت شفوية لمجرد توصيل المعلومات بين طرفين فإن أثرها غير موجود، ولا يذكر إلا صاحبها ووظيفه فيها. وأحيانا تظهر ولكن في شكل غير مباشر كمنح المعلومات والوثائق التي يستعملها الفرنسيون ويستفيدون منها في مختلف أنشطتهم. ويبنون عليها بحوثهم. ولكنها تظهر واضحة (أي الترجمة) في النصوص المتعاون عليها أو المطلوبة، كأعمال الغوثي بو علي مع كل من بيل ومارسيه، والجباري مع ديلفان، والزناقي مع غ. ديموتبين. وهي تظهر أيضا في مختلف المعاجم الفرنسية - العربية التي تعاون فيها الجزائريون والفرنسيون.

ويبقى حديثنا دائما عن الترجمة من العربية إلى الفرنسية وليس التعريب. ولا شك أن هذا النوع من الترجمة لا تستفيد منه إلا اللغة والثقافة الفرنسية وكذلك السياسة والهيمنة الفرنسية. وبذلك أصبح المتعلمون الجزائريون في خدمة اللغة والثقافة الفرنسية على حساب لغتهم وثقافتهم. وسنتحدث عن التعريب أو النقل من الفرنسية إلى العربية في فقرة أخرى.

لقد قدم المتعلمون الجزائريون خدمة كبيرة للغة والثقافة الفرنسية. ومن الصعب تصنيف المادة التي ساهم بها الجزائريون في ذلك. ولكن يمكننا حصرها في أربعة أصناف وهي: اللغة والتعليم (القواميس، واللهجات)، والفقه، والأدب، والتاريخ، والاجتماعيات.

أ - في المجال اللغوي والتعليمي: نجد مجموعة من القواميس المشتركة أو الفردية التي أصدرها الجزائريون منذ العشرية الأخيرة من القرن الماضي. وظهر ذلك نتيجة عدة عوامل هامة، الأول شيوع التعليم الفرنسي بين الجزائريين منذ الثمانينات. والثاني إعادة تنظيم المدارس الشرعية الثلاث التى كان يدرس بها الجزائريون منذ ١٨٧٩ واتخاذها تعليما مزدوجا طغت فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>