للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإزالة المخاوف المتصلة بمرسوم الملكية الفردية للأرض سنة ١٨٦٣، الخ.

كانت المبشر تخاطب المتعلمين والأعيان، ولا تخاطب العامة لأنها غير قارئة. وكانت في البداية ترسل إلى القضاة والموظفين عامة مجانا، ثم فرضت الإدارة الاشتراك فيها على جميع المتوظفين عندها. فالقضاة والقياد والأغوات والمعلمون ورجال الديانة كانت تأتيهم بدون استئذان.

وكانت تؤثر فيهم ليس فقط بالمقالات المترجمة عن الفرنسية، كما سنرى، ولكن باختيار النصوص من الأدب العربي أو من الكتب المؤلفة حديثا كالرحلات والآراء حول الحضارة الأوروبية والأديان. فإذا تحدثت عن العلم في عصر المأمون في بغداد أو في عهد عبد الرحمن الناصر بالأندلس، فإنما كانت تتحدث عن ترغيب الجزائريين في تعلمه الآن من اللغة الفرنسية لأن العقل العربي قد تخلف وتخلفت معه اللغة. وإذا أشادت الجريدة بحمد علي باشا وبابنه إبراهيم باشا فلأنهما ربطا علاقات علمية (وسياسية) مع فرنسا، وإذا نقلت عن رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي فإنما ذلك لأن الاثنين كانا من المعجبين بالتقدم الفرنسي والنظام الدستوري والعلوم في أوروبا (١).

من أبرز الأسماء الجزائرية التي ظهرت في المبشر: علي بن عمر، وعلي بن سماية، وأحمد البدوي، والحفناوي بن الشيخ (أبو القاسم الحفناوي)، ومحمد بن مصطفى (خوجة)، ومصطفى بن عبد الرحمن الشرشالي، ومحمود وليد الشيخ علي، وقدور بن باحوم، وعلي ولد الفكاي، ومحمد بوزار، ومحمد بن بلقاسم (٢). بعض هؤلاء له أثر معروف فيها من ترجمة وغيرها، مثل أحمد البدوي، وعلي بن عمر. وبعضهم عمل فيها طويلا ولكن لا ندري هل كان عمله هو التصحيح والترجمة أيضا دون


(١) نشرت المبشر (أقوم المسالك) لخير الدين باشا التونسي في حلقات ابتداء من أول أكتوبر ١٨٦٨، أي على إثر صدوره.
(٢) فيليب دي طرازي (الصحافة العربية)، ج ١/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>