وضع اسمه، مثل الحفناوي بن الشيخ الذي عمل طويلا مع شيخه الفرنسي آرنو، وكان الحفناوي متمكنا في اللغة العربية وفي الفرنسية أيضا. وكان علي بن سماية أديبا وأستاذا ماهرا ولكن اسمه لا يظهر كثيرا في الجريدة، ومثله محمد بن مصطفى خوجة صاحب عدة مؤلفات بالعربية (١).
ونريد الآن أن نترجم لبعض الذين ساهموا في المبشر في ميدان الترجمة العربية. ونخص بالذكر أحمد البدوي، وعلي بن عمر وأحمد الفكون.
١ - أحمد البدوي: هناك قدر مشترك بين هذا الرجل (أحمد البدوي أو البداوي) وبين قدور بن رويلة وأحمد الشريف الزهار والحاج محمد الملياني، من جهة، وعمر بن قدور وعمر راسم من جهة أخرى. لا نستطيع أن نحدد الآن هذا القدر المشترك بين هؤلاء الرجال الذين عاشوا ظروفا مأساوية كاد ينساهم فيها الزمان والإنسان. ومع ذلك تركوا بصماتهم على تاريخ بلادهم، كل في مجاله. أحمد البدوي كان فتى عند احتلال الأعداء لوطنه. ولد في مدينة الجزائر أوائل القرن الماضي (قد يكون ١٨١٠ - ١٨١٥) وحضر دروس كبار علماء الوقت أمثال محمد بن الشاهد ومصطفى الكبابطي وعلي المانجلاتي وحمودة المقايسي. وكان الجامع الكبير ومدرسته ومدرسة القشاش هي مصابيح الظلام عندئذ. فتلقي معلومات قوية في الأدب والفقه والإنشاء، بالإضافة إلى القرآن الكريم.
وعند الاحتلال خرجت أفواج الجزائريين من المدينة وتفرقوا في المدن المجاورة لاجئين عند الأقارب ظنا منهم أن العدو سيغادر المدينة. ولكنه لم يغادرها، وسقطت الحكومة المركزية وتداعت بقية أطراف الدولة وانقطعت السبل بمن كان خارج المدينة، واستحوذ العدو على أملاك الغائبين وصادرها
(١) نحن نرجح أن يكون محمد بن مصطفى هو نفسه المسمى أحيانا مصطفى خوجة، وأحيانا مصطفى الكمال، والمضربة، الخ. كما نرجح أن يكون محمود وليد الشيخ علي هو ابن المفتي علي بن عبد القادر بن الأمين. انظر عنه التاريخ الثقافي، ج ٢.