للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدرسة السلطانية (الكوليج) الأم بالعاصمة، وأصبح من بينهم المهندس والترجمان والضابط والأستاذ والقايد. وحذرهم من أن اللغة الفرنسية ستكون هي جواز السفر الوحيد إلى الوظائف، وأن الذي لا يعرفها لا مكان له في تولي الوظائف. إن اللغة الفرنسية في نظره هي (التي عليها المدار، ولصاحبها يحصل العز، والعاري منها يبقى في خمول الإدبار، ومن حصلها واستغنى عن التلبس بالتولية (الوظيف)، فهي له نعم التحلية، يتنزه في مراتع آدابها) (١). ومعنى هذا أن الذي يعرف الفرنسية سيكون دائما في المكانة اللائقة سواء دخل الوظيف أو لم يدخله. والغريب أن ابن السادات لم يقل شيئا عن لغة قومه ووضعها أمام هذه الدعوة إلى التحول. ولولا وجود الاسم تاريخيا لقلنا إن ابن السادات قد يكون اسما مستعارا لأحد كتاب المبشر، كما قلنا عن معاصره علي بن عمر.

ولابن السادات مقالة أخرى بعد هذه يتحدث فيها عن الدخول المدرسي سنة ١٨٦٧، ويصف المدرسة من جديد ومديرها السيد (أوبلان) (٢). وكانت المدرسة السلطانية - فرع قسنطينة - قد افتتحت أوائل ١٨٦٧، وكانت ناجحة فعلا حسب التقارير. ولكن الأميرال ديقيدون، الحاكم العام، ألغى الفرع والأصل لأنه كان لا يريد هو، ولا المستوطنون، أن يتعلم الجزائريون عموما، سيما التعليم المزدوج الذي جاءت به المدرسة السلطانية، لأن هذه المدرسة كانت عندهم رمزا لما كانوا يسمونه عهد المملكة العربية.

قلنا إن مصطفى بن السادات شخصية تاريخية وليس اسما مستعارا.


(١) المبشر ٢٧ ديسمبر ١٨٦٦. والمقالة (تتمة) لجزء منشور في عدد سابق لم نطلع عليه. فليراجع من يرغب أولها في العدد الذي قبل هذا.
(٢) نفس المصدر، أول يناير، ١٨٦٧. تولاها أوبلان Aublain في التاريخ المذكور إلى إلغائها سنة ١٨٧٠، وكان أوبلان عقيدا في الجيش، وقد عمل في المكتب السياسي والشؤون الأهلية، وزار المغرب. ولد في باريس سنة ١٨٢٨. انظر عنه أيضا بيروني، مرجع سابق، ص ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>