للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودليلنا أننا وجدنا في الأرشيف الفرنسي اسمه سنة ١٨٩٦ بين قائمة أعيان قسنطينة. ولكن الوثيقة اكتفت بوصفه بأنه من الملاك. ولم تتحدث عن علمه ولا عن تأليفه ولا حتى عن تقاعده (١). ويبدو أنه كتب ما كتب في المبشر عندما كان عمره حوالي ٣٥. ومن ثمة فهو من الجيل الأول للاحتلال، ويبدو كذلك أنه تأثر به أكثر من غيره. فكانت دعوته عندئذ (في الستينات) تشبه دعوات أنصار التفرنس اليوم مع نفس الحجج تقريبا. وقد ذكره أيضا عبد الحي الكتاني باسمه: مصطفى بن أحمد بن سادات، وقال إنه أخذ العلم عن الشيخ المكي البوطالبي بقسنطينة (٢).

محمود بن الشيخ علي: هناك شيخ آخر ظهر اسمه في الستينات أيضا على صفحات المبشر من جهة وفي الحياة الدينية والعلمية من جهة أخرى، ونعني به الشيخ محمود بن الشيخ علي الجزائري، كما ظهر في المبشر، أو محمود بن علي بن الأمين، كما ترجم له أبو القاسم الحفناوي في تعريف الخلف. وهذا شيخ لا غبار على أصله وفصله. فهو ابن المفتي علي بن عبد القادر بن الأمين، وكان (الأب) شيخ جيل كامل من علماء الجزائر عشية الاحتلال (٣). وقد جاء ابنه كأبيه علما ولكنه ليس كأبيه عملا. فلم يصل إلى رتبة الفتوى رغم أنه من علماء الوقت، وكان ولوعا بالكتابة والنسخ وله مكتبة غنية. فهو إذن من رجال الدين الذين رضوا بأن يأكلوا الخبز بعلمهم مع الفرنسيين. وكانت الوظيفة المعروفة له هي الإمامة في المدارس التي أسسها الفرنسيون، أولا في المدرسة السلطانية (الكوليج) بالجزائر. والمعروف أن هذه المدرسة تأسست سنة ١٨٥٧. فهل تولى الإمامة هناك عندئذ أو في وقت لاحق؟ وهذه الوظيفة لم يذكرها له الحفناوي، وإنما ذكر له الإمامة في الليسيه الفرنسي. ونحن نعرف أيضا أن المدرسة السلطانية قد ألغيت سنة


(١) ارشيف إيكس (فرنسا) رقم ٨١ H ١٠ .
(٢) عبد الحي الكتابي (فهرس الفهارس) ١/ ٢٣٩. ويبدو أن الكتاني قد عرفه أو راسله إذ يقول إن ابن السادات كانت له كراسة أحمد زروق البوني يرويها بالإجازة.
(٣) انظر كتابنا تاريخ الجزائر الثقافي، ج ١، ٢. وكذلك دراستنا عن ابن العنابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>