للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنذ الثمانينات انطلق قلم وفكر محمد بن رحال في خدمة القضية الجزائرية والفكر العربي - الإسلامي. نشر عن التعليم العمومي في البلاد العربية، وعن السودان في القرن السادس عشر، كل ذلك عندما كان في الثلاثين من عمره. وقيل انه كان عندئذ صديقا ليوجين ايتيان، نائب الكولون والمسؤول على شؤون المستعمرات في الحكومة الفرنسية. وكان ابن رحال يكتب بالفرنسية. ولكنه منذ التسعينات دخل المسرح السياسي والعلمي بقوة. وكانت المناسبة هي مجيء لجنة التحقيق برئاسة جول فيري إلى الجزائر سنة ١٨٩٢. وقد عاش ابن رحال عهد لويس تيرمان، ونشأة قانون الأهالي (الاندجينا) البغيض، وتجريد القضاة المسلمين من صلاحياتهم، وتغيير الحالة المدنية، فرفع عقيرته أمام اللجنة المذكورة، وجرد قلمه للدفاع عن حقوق الجزائريين في التعليم باللغة العربية، وفي التمثيل البرلماني، والمحافظة على تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن أجل ذلك سافر مع زميله محمد بن العربي إلى فرنسا لتبليغ صوت الجزائريين إلى السلطات الفرنسية. وظهر ابن رحال سنة ١٨٩٧ أمام. مؤتمر المستشرقين مدافعا عن الإسلام وقدرته على التطور. ونشر سنة ١٩٠١ مقالة بالفرنسية عن (مستقبل الإسلام) في مجلة ذائعة اسمها (المسائل الدبلوماسية والاستعمارية) (١). وقد برز أيضا سنة ١٩١٢ أثناء فرض التجنيد الإجباري فعارضه وتوجه إلى فرنسا على رأس وفد مطالبا بإلغائه، كما طالب بإلغاء الاندجينا سنة ١٩٢١.

ما نلاحظه أن محمد بن رحال كان جسرا لمرحلة صعبة (٢). تلك المرحلة التي ظن الفرنسيون فيها أن الجزائر قد أصابها العياء والقنوط من كل مقاومة، ثم المرحلة الأخرى التي ظهرت فيها الحركة الوطنية بزعامة الأمير


(١) Les Quest. Dip. et col . رقم ١٢، ١٩٠١.
(٢) اعتبره شارل روبير آجرون (عميد الشبان الجزائريين)، انظر (حركة الشبان الجزائريين) في (ميلانج جوليان) في دراسات مغربية، ص ٢٤٠. ونحن لا نستطيع أن نضع ابن رحال مع ابن التهامي في صف واحد. فكل منهما ينتمي إلى مدرسة فكرية مختلفة، رغم معرفتها الفرنسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>