للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلغائها (١). وقد تزوج علي بوضربة أيضا من فرنسية مثل جده، وكانت بدورها تمارس مهنة القابلة - الطييبة في العاصمة. وتولى أيضا النيابة في بلدية الجزائر سنوات طويلة على أساس أنه يدافع فيها عن حقوق الأهالي. وقد قال عنه رئيس البلدية الفرنسي (التيراك) أن علي بوضربة كان الأكثر ارتباطا بالنظم الفرنسية والتطور الحضاري. ونعاه زميله إسماعيل حامد سنة ١٩٠٧، ولما يتجاوز الثالثة والأربعين (٢).

الحكيم الطيب مرسلي: وهو أيضا طبيب جزائري من وهران، أبوه كان ضابطا في فرسان الصبايحية في الجيش الفرنسي. وكان أولاد هؤلاء الفرسان مبجلين في دخول المدارس الفرنسية، ومنها مدرسة الطب. ويقال إن الطبيب مرسلي هو أول طبيب مسلم تخرج منها. وقد انتقل للعمل في قسنطينة واستوطنها بدون أن نعرف التواريخ المضبوطة عن حياته. وقد شارك الأعيان في قسنطينة نشاطهم وعرائضهم، فوجدناه يوقع مثلا عريضة ١٨٩١ التي قدمت للجنة جول فيري. وتزوج هذا الطبيب من فرنسية، وأخذ الجنسية الفرنسية أيضا بمقتضى مرسوم ١٨٦٥ الذي كان يشترط للحصول عليها التخلي عن الأحوال الشخصية الإسلامية. ومع ذلك تنعته الوثائق الفرنسية (بالحاج الدكتور) لأنه أدى فريضة الحج. وقد كلفته السلطات الفرنسية بمهمة في جدة سنة ١٨٨٥، تتعلق بانتشار وباء الكوليرا، ونال على مهمته ميدالية فضية.

ألف الطبيب مرسلي كتابا سماه (المسألة الأهلية) (٣). طرح فيه كل ما


(١) كذا وجدنا إسماعيل حامد يقرر في مقاله عن علي بوضربة، ولكننا نعرف أن مصطفى بوضربة، عم أحمد بوضربة، هو الذي كان معاصرا للاحتلال، وتولى خزناجيا على مداخيل الأوقاف، إلى أن عزله الفرنسيون حوالي ١٨٣٥، وتوفي مصطفى، على ما نعلم، في المغرب، مثل ابن أخيه أحمد. والملفت للنظر حقا هو أن عائلة بوضربة قد ارتبطت بالإدارة الفرنسية منذ الاحتلال.
(٢) إسماعيل حامد (مجلة العالم الإسلامي)، نوفمبر/ ديسمبر ١٩٠٧، ص ٤٩٥ - ٤٩٦. وكانت الوفاة في ٢٥ اكتوبر ١٩٠٧.
(٣) قسنطينة، ١٨٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>