للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأستاذا. وكلهم من (النخبة). كما ضرب أمثلة أخرى على الاستعداد للذوبان، وذلك بالزواج المختلط الذي بدأه، كما قال: رجال الدين أمثال شريف وزان وأحمد التجاني وأبو بكر (من أولاد سيدي الشيخ). وهذا في نظره ما يؤكد وجود فئة مستعدة لتقليد أوروبا، وهو يسميها الفئة (المتروبنة). وقد ادعى أيضا أن أول من انضم للفرنسيين هم رجال الدين (١).

أطروحة إسماعيل حامد في الاندماج والاستعداد له أبرزها مقدم الكتاب، وهو المستشرق العسكري لوشاتلييه (٢)، ومراجعة ليون غوتييه. قارن غوتيه بين كتاب إسماعيل حامد وكتاب برونيل. قال برونيل إن الجزائري غير قابل للاندماج مستشهدا بما حدث في قضية عين التركي (مرغريت) سنة ١٩٠٢. فقد قال إن المسلمين ثاروا عندئذ لانتزاع الأرض من المستوطنين الفرنسيين. وأنهم كانوا ضد الاستبداد الإداري، حسب ما جاء في الدفاع أثناء المحاكمة. وادعى برونيل أن المسلمين متعصبون دينيا، وأن لهم عقيدة راسخة في مولى الساعة أو المهدي المنتظر. أما إسماعيل حامد فقد بنى رأيه، حسب غوتييه، على أن الاندماج في المراكز الأوروبية حقيقة واقعة، وأنه (حامد) ينتمي إلى هذه المراكز. وأرجع أحداث عين التركي إلى الطموحات الشخصية للبعض، أو غضبهم، وليس إلى التعصب الديني الذي يقول به الفرنسيون دائما، ومنهم برونيل. وقال حامد إن الدين الإسلامي أكثر الأديان تسامحا وأن المسلمين أكثر الشعوب تسامحا لذلك. والغريب أن حامد قد حبذ قانون الأرض سنة ١٨٦٣ الذي سلب الجزائريين ما بقي لهم من أرض باسم الملكية الفردية، واعتبره كرما وتكرما من الفرنسيين، كما نوه


(١) مراجعة (افريقية الفرنسية). A. F الملحق، شهر غشت ١٩٠٦، ص ٢٦٧ - ٢٦٨. وقد صدر الكتاب في باريس ١٩٠٦، ٣١٦ صفحة .. والإشارة التاريخية إلى رجال الدين يقصد بها قبول الحاج محيي الدين، مرابط القليعة لوظيف (الآغا) في عهد بيرتزين سنة ١٨٣١.
(٢) أستاذ كرسي المجتمعات الإسلامية في كوليج دي فرانس، ومدير مجلة العالم الإسلامي. انظر عنه فصل الاستشراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>