للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفائدة الاستيطان الفرنسي لما فيه من فوائد تعليمية للجزائريين، فهو في نظره ضرورة للازدهار الاجتماعي (١).

كان اطلاع وثقافة وتأثير إسماعيل حامد يمكن أن تنضم إلى أنشطة محمد بن رحال، ومحمد بن أبي شنب، وعبد القادر المجاوي، وابن علي فخار، وابن الموهوب، وأن تتكون منهم نواة لحركة إسلامية متجددة تدعو إلى التعليم والنهضة في وقت مبكر. فهم فئة تملك الرؤية، والقلم واللسان. ولكن الجهود كانت مشتتة والرؤية ليست واحدة. فقد كانت دعوة إسماعيل حامد إلى تكريس الواقع لا إلى تغييره، وإلى توجيه الاهتمام بالروابط الفرنسية لا بالروابط العربية الإسلامية (٢). وكان الاهتمام الذي حظي به كتابه يرجع إلى دعوته إلى التقارب الجزائري - الفرنسي والاندماج، وهو ما لم يحظ به مثلا فكر ابن رحال ولا فكر المجاوي وابن سماية ممن كانوا يعتبرون أصحاب العمائم القديمة، رغم ثقافتهم العصرية ورؤيتهم المستقبلية.

ابن علي فخار: لم يدع ابن علي فخار إلى نخبة الأفراد فقط ولكن إلى نخبة المدن أيضا. انطلق من أن الجزائريين ليسوا سواء في المدن والأرياف. ومن الغلط في نظره، أن يسوى الفرنسيون في حكمهم على المسلمين بمسطرة واحدة. ابن علي فخار من أصل أندلسي (الفخارين) ومن مدينة تلمسان. درس في مدرسة تلمسان الفرنسية بالشرعية، ثم أكمل دراسته في مدرسة الآداب العليا بالجزائر. فدرس على رينيه باصيه وفانيان. ومنذ ١٩٠١ ذهب إلى فرنسا حيث كان يعلم اللغة العربية الدارجة في الغرفة التجارية


(١) مراجعة في (المجلة الجغرافية الجزائرية) SGAAN ,١٩٠٦، ص ٢١٠ - ٢١٤. وقد ألقى ليون غوتييه محاضرة يوم ١٠ مايو، ١٩٠٦، حول الكتابين.
(٢) يقول بيروني (الكتاب الذهبي) ١/ ٥٠٦ إن إسماعيل حامد قد أصبح مترجما عسكريا سنة ١٨٧٧، وترقى في هذه الوظيفة أثناء خدمته في مدينة معسكر وآفلو والعين الصفراء ووهران وباريس. وكان حامد في وهران سنوات ١٨٩٥ - ١٩٠٤، وفي باريس ١٩٠٥ - ١٩١٢. وتقاعد سنة ١٩١٣. وكان ما يزال حيا سنة ١٩٣٠ (سنة نشر الكتاب الذهبي).

<<  <  ج: ص:  >  >>