بمدينة ليون. وفي هذه المدينة درس القانون وتخصص في الشريعة الإسلامية، وحصل سنة ١٩٠٨ على الدكتوراه في موضوع رئيسي هو (الربا في الشرسة الإسلامية وعواقبه العملية)، أما الموضوع الثانوي فهو (القراض). وتقول المصادر الفرنسية إنه أول دكتور جزائري (مسلم) يحصل على الدكتوراه في القانون، وهي في الواقع دكتوراه من قسم العلوم الاقتصادية والسياسية عندئذ، ولكنه ناقشها في كلية الحقوق بجامعة ليون. وقد راجعت أطروحته مجلة العالم الإسلامي ونوهت بعمله (١).
كان ابن علي فخار من كتاب هذه المجلة أيضا مثل زميله إسماعيل حامد وأبي بكر عبد السلام. ومن موقعه في ليون كان يكتب عن الشريعة الإسلامية وعن مدينة تلمسان ولهجتها، وقد عرفنا أنه كتب أيضا كتابا مدرسيا عن لهجة تلمسان والمغرب. لم يعين ابن علي فخار أستاذا في الكلية التي تخرج منها، بل عينوه مشاركا في (الحلقة القضائية المصرية) التي كان يشرف عليها الأستاذ لامبير، ابتداء من نوفمبر ١٩٠٨. وكانت الحلقة تابعة لكلية الحقوق، بجامعة ليون. ويشاركه في ذلك طالب مصري، اسمه عزيز مرحوم، كان ما يزال بقسم الليسانس. وأثناء وجوده بليون اهتم ابن علي فخار أيضا بموضوع تدوين الفقه الإسلامي الذي كان يجري الحديث عنه في الجزائر. وكان يتردد على تلمسان. ولا ندري إن كانت أسرته قد بقيت فيها أو كان متزوجة من فرنسية.
كتب ابن علي فخار سنة ١٩٠٩ مقالة عن تلمسان كشف فيها عن وجهة نظره الاجتماعية، وهي وجهة محدودة إذا نظرنا إلى ثقافته العالية، وإلى تكوينه الاجتماعي وأصوله ودراسته للشريعة الإسلامية. يقول في هذه الدراسة إن المسلمين يقولون أن الاحتلال قد أضاعهم، ويقول الفرنسيون إن المسلمين استفادوا منه. وهو بالطبع يضم صوته إلى القائلين بالرأي الأخير.
(١) مجلة العالم الإسلامي، يناير - فبراير ١٩٠٩، ص ١٨٦ - ١٨٨. وكذلك نفس المصدر، ١٩١١، ص ٥٨٢ - ٥٨٣. وتوجد صورته بالبرنس ونبذة عن حياته في نفس المصدر، يونيو ١٩٠٨، ص ٣٦١ - ٣٦٣.