جمعية العلماء، وظهور الحركة الشيوعية، وانعقاد المؤتمر الإسلامي، وفتوى ابن باديس ضد التجنس. كما عاصر عن كثب تطور الفرد الجزائري في المدارس الفرنسية - الأهلية بعد انتشار حركة التعليم، سواء على يد الإدارة الفرنسية أو على يد الحركة الاصلاحية. فقد كان هناك إنسان جزائري بصدد الميلاد، وهو (الزناتي) كمعلم ومثقف، كان يدرك ذلك ويلاحظه. وقد أصدر مذكراته أثناء حياته، وهى تعبر عن تجربته الطويلة فى الميدان. كما تعلم من الصحافة الشيء الكثير، لأنها مدرسة في حد ذاتها.
ولكن الزناتي كان من المؤمنين المفرطين بالاندماج والمأخوذين بالتأثير الفرنسي حتى لم يعد يرى الجزائر في غير الإطار الفرنسي. ولعل ذلك راجع إلى كونه من المتعلمين بالفرنسية الموجهة وإلى كونه أيضا من المتجنسين. ولد الزناتي في عين الحمام (فور ناسيونال) في تاريخ لا نعرفه الآن. وتلقى تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه. ونحن نعلم من تاريخ التعليم أن منطقته كانت مستهدفة منذ السبعينات للتأثير الفرنسي الديني والدنيوي أكثر من غيرها من المناطق. ولا ندري الآن هل درس الزناتي في المدرسة الأهلية - الفرنسية أو في مدرسة الاباء البيض هناك. والغالب على الظن أد درس بعد ذلك في مدرسة ترشيح المعلمين في بوزريعة في القسم الخاص بالمعلمين الأهالي. ثم مارس التعليم منذ أوائل القرن. ولا نعلم الآن ما إذا كان الزناتى قد جند للخدمة العسكرية أيضا خلال الحرب العالمية الأولى. وبالإضافة إلى التعليم تولى أيضا إدارة مدرسة ابتدائية - أهلية. ثم تقاعد منها سنة ١٩٣٨.
في سنة ١٩٢٩ (عشية الاحتفال المئوي) أنشأ الزناتي جريدة اسبوعية في قسنطينة، بعنوان (الصوت الأهلي)، وأضاف إليها عنوانا فرعيا يفسر مقصودها وفلسفتها وهو (جريدة الاتحاد الفرنسي - الإسلامي). والمقصود بالاتحاد هنا هو ما جرى على الألسنة باسم (الاندماج). أما كلمة الإسلامي فتعني المسلمين الجزائريين في مقابل الفرنسيين الأوروبيين. اسم الجريدة (الصوت الأهلي) اسم في حد ذاته معبر على روح الفترة. فالأهالي كانوا