للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحتلال، وطريقة التعاون بين الجزائريين والفرنسيين، والنخبة والعراقيل التي تقف في وجه فرنسة الجماهير الأهلية. كما تعرض الكتاب للحركة الدينية والتعليم، والقضية اليهودية، وكذلك الاصلاحات الإدارية التي تمت أو التي كان يتصورها. ومع ذلك قالت (أفريقية الفرنسية) إنه كتاب، رغم نشره فيها مسلسلا ورغم الإشادة به، ليس كتابا فوق النقد، لأن صاحبه، في نظرها (أهلي جزائري، وفرنسي من أقليم فرنسي، ومواطن فرنسي)، وهي تعني بـ (مواطن) أنه متجنس. وانتقده الكاتب بأنه من خلال تلك الصفات كان الزناتي غير ملم بكل جهود فرنسا في الاستعمار (الاستيطان) الذي لا يقدره الزناتي حق قدره (١).

سعيد الفاسي: أصبح الفاسي من أبرز كتاب النخبة الاندماجية بين الحربين. فقد كان معلما مدة طويلة وصحفيا وعماليا نشيطا ومؤلفا. وكل ذلك جعل منه متكلما قويا باسم هذه الفئة، رغم وصفها هي بالمستضعفة أو المسكينة. كان الفاسي من شباب زواوة وقد تخرج، مثل الزناتي، من المدرسة الفرنسية المبكرة هناك. ونقول عنه هنا ما قلناه عن زميله، وهو أننا لا ندري هل هو خريج المدارس الكنسية (الآباء البيض) أو العلمانية. ومهما كان الأمر فقد سار على نفس الدرب، فدخل مدرسة ترشيح المعلمين (النورمال) في بوزريعة. ثم أصبح من المعلمين. وقد نشر مذكراته كمعلم أهلي خلال العشرينات. ويبدو أن الفاسي وزملاءه كانوا يشعرون بالحرج من جهة مجتمعهم والاستخذاء إزاء الفرنسيين، لذلك نعتوا أنفسهم (بالمستضعفين). وكان الفاسي متحمسا للاندماج الذي كان يراه الخلاص الوحيد من حالة الاستضعاف رغم أنه كان متجنسا (٢).

وكان الفاسي متضايقا من معاملة نقابة المعلمين الفرنسيين لأمثاله.


(١) أفريقية الفرنسية. A.F.S (الملحق)، ابتداء من شهر إبريل ١٩٣٨. انظر أيضا فرنسا البحر الأبيض وأفريقية. FRANCE MID. ET AF، رقم ١، ١٩٣٨، ص ١٧٠.
(٢) فيتز جيرالد، (المعلومون الجزائريون) في وقائع الملتقى الثاني للجمعية التاريخية الاستعمارية الفرنسية، ميلواكي (ويسكنسن)، ابريل ١٩٧٦، ص ١٥٨? ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>