للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو معرفة الدين والعلوم العملية، وذهب إلى أن الدين عند العرب هو الذي أنشأ المدارس، لأن المدارس ولدت مع الرغبة في معرفة وفهم القرآن الكريم. وقد كتب علماء المسلمين عن تعليم الأطفال ولكن ما كتبوه عن ذلك قليل. وهكذا فإن نشر النص المذكور وترجمته إنما هو لإزالة فكرة مسبقة ومتحيزة يزعم أصحابها أن المسلمين ينفرون من تعليم أطفالهم من الجنسين (١).

وبعد سنوات قليلة نشر ابن أبي شنب نفسه نصا لأبي حامد الغزالي هذه المرة، عن تعليم الأطفال أيضا. وكان النص العربي قد نشر بتونس سنة ١٣١٤، فرغب ابن شنب في ترجمته إلى الفرنسية ليطلع عليه من يرمي المسلمين بإهمال تعليم أطفالهم وليبين أن علماء المسلمين قد اهتموا بموضوع التربية والتعليم. وفي نفس الوقت ساهم ابن شنب في الحث على التعليم الذي بدأه الفرنسيون في آخر القرن الماضي، دون أن يعلن هو رأيه مع اللغة العربية أو الفرنسية، ولذلك قال إنه قد ترجم النص ونشره في هذا الوقت الذي (أصبح فيه الحديث عن تعليم الأهالي على كل لسان (٢).

وقد سارت النخبة المزدوجة والمتعلمة بالعربية فقط على هذا المنوال في الدعوة إلى التعلم. وكان هدفها أن يتعلم أطفال المسلمين بلغتهم العربية. ولكنهم أمام الواقع اكتفوا بالدعوة إلى التعلم دون ذكر اللغة، تاركين ذلك للاجتهاد والمطالبة الملحة أثناء ذلك باحترام لغة الدين والعلم وهي العربية. ونفهم ذلك من الحملة من أجل التعليم في المساجد وغيرها التي شارك فيها في العاصمة، أمثال عبد الحليم بن سماية ومحمد بن مصطفى خوجة والمجاوي، وفي قسنطينة حمدان الونيسي ومحمد الصالح بن


(١) محمد بن أبي شنب عن (التربية عند المسلمين) في المجلة الإفرقية، ١٨٩٧، ص ٢٦٧ - ٢٦٨.
(٢) ابن شنب (التربية ...) مرجع سابق، سنة ١٩٠١، ص ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>