للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعيش بعيدا عن وطنهم. كما ذكرت لهن أسماء هؤلاء الجزائريين (١) الذين قد يكونون من ضحايا قمع ثورة ١٨٧١.

ولكن الحياة في الجزائر ظلت تسير، مع ذلك، فهناك الخريجات من ورشات ابن عابن، ومن بعض الورشات التي فتحت في العاصمة ووهران وقسنطينة، وأهم المدن التابعة لها، سواء تلك الورشات الخاصة أو الكنسية أو التابعة للحكومة. ومن الصنف الأخير سبعة مراكز في إقليم قسنطينة بين ١٨٩٥ و ١٩١٠، وكانت تضم حوالي ٥٣٩ تلميذة. وسبعة مراكز في إقليم وهران بين ١٩٠٦ - ١٩١٠، وكانت تضم حوالي ٦٧٤ تلميذة. أو في إقليم العاصمة بين ١٩٠٣ - ١٩٠٩ حيث ستة مراكز، وكانت تضم حوالي ٥٢٦ تلميذة. وقد اختصت هذه المراكز بأنواع معينة من الزرابي الإيرانية والتركية والمغربية والتونسية، بالإضافة إلى الأنواع المحلية مثل زرابي جبل عمور والقلعة والطرز العربي والبربري، إلخ. وكان الهدف من هذه الورشات ليس تثقيف البنت المسلمة وإخراجها من ظلمات الجهل، كما يزعمون، ولكن جعلها وسيلة إنتاج تجارية لتبادل المنسوجات والمطروزات التقليدية مع أوروبا وعرضها في المعارض على أنها إنتاجات (فرنسية). ومن جهة أخرى كان الهدف هو دمج المرأة الجزائرية في الحياة الأوروبية، وخاصة الاقتصادية، وإخراجها من بيتها بشتى الوسائل. كما أن التجربة كانت تتماشى مع رغبة شارل جونار في استعادة وجه الجزائر العربي الإسلامي أو البربري التقليدي، حتى يحصل التناقض بين المجتمع المتخلف والمجتمع المتحضر وتكثر العقد ومركبات النقص. ويذهب من درس هذه الظاهرة عندئذ إلى أن البنات سرعان ما كن ينسين ما تعلمنه لأنه لا توجد إمكانات المواصلة. ثم إن المستفيدات لا يتجاوز عددهن ١٧٣٩ تلميذة من بين حوالي خمسمائة ألف تلميذة في سن التعليم (٢).


(١) المبشر عدد ٢٢ مايو، ١٨٨٠.
(٢) إسماعيل حامد (المسلمات في شمال إفريقية) في (مجلة العالم الإسلامي)، جوان ١٩١٣، ص ٢٩٣ - ٢٩٥. ومن رأي إسماعيل حامد أن أنانية الرجل هي فقط التي =

<<  <  ج: ص:  >  >>