للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الهوية الوطنية موازاة مع الهوية الفرنسية، كان الاندماجيون يكتبون عن إمكانات الاندماج مع الفرنسيين ويبحثون عن طرق التقارب بين الفرنسيين والجزائريين على أساس المستقبل الواحد والوطن الواحد. نجد ذلك في كتابات أحمد بن بريهمات والطيب مرسلي ولويس خوجة، خلال التسعينات (١)، ثم توسعت الدائرة وظهر فيها أمثال إسماعيل حامد، وأحمد بوضربة (الحفيد) وبلقاسم بن التهامي، والشريف بن حبيلس، وطالب عبد السلام وعباس بن حمانة (٢). ثم جيل كامل من النخبة المتفرنسة.

إن الاندماج هنا ليس هو بالطبع الاندماج الذي كان يتحدث عنه الكولون خلال القرن الماضي. إن ذلك النوع من الاندماج قد تحقق لهم كما أرادوا وأصبحت الجزائر (فرنسية) على مقاسهم. ولكن الذي لم يتحقق رغم إلحاح المنادين به، هو إدماج النخبة الاندماجية وبواسطتها، كما كانت تظن، كل المجتمع الجزائري بعد أن يصل، كما وصلت، إلى درجة النخبوية. وكانت قمة التعلق بهذا الاندماج هو مشروع فيوليت سنة ١٩٣٦، وهو المشروع الذي أدى فشله إلى خيبة أمل الاندماجيين وفشلهم أيضا. فقد رجع بعده بعضهم (إلى الشعب) مثل فرحات عباس ومن شايعه، وظل بعضهم متعلقا بالأوهام مثل ربيع الزناتي وابن جلول. ودخل بعضهم في الأحزاب


(١) هناك أفراد تجنسوا قبل ذلك، ومنهم أحمد بن الفكون (انظر عنه فصل الترجمة)، ومرسلي وبوضربة وربما بلقاسم بن سديرة (ومن هذه العائلة وجدنا اسمي شارل ولويس بن سديرة). أما معارضو التجنس في القرن الماضي فيمثلهم المكي بن باديس وابنه حميدة وصالح بن بوشناق وسعيد بن الشتاح. عن ذلك انظر فصل السلك الديني وفصول التعليم.
وكذلك كريستلو (المحاكم)، ص ٢٤٣. ومنذ ١٩٠٠ كتب أبو بكر عبد السلام بن شعيب (وهو من المزدوجين) أن الاندماج مضر بالأغلبية من المسلمين. ودعا إلى (التقارب) وليس الاندماج، في بحث قدمه للمؤتمر الأول للسيكولوجية الكولونيالية، باريس ١٩٠٠، انظر أيضا قنان (نصوص)، ٢٦٩.
(٢) اعتبرنا عباس بن حمانة من الاندماجيين لأنه رضي بالتجنيد الاجباري وذهب ضمن الوفد الاندماجى إلى باريس سنة ١٩١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>