للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منفيا مثل المعارضين للجمهورية الثانية.

جاء يوجين فرومنتان الجزائر سنة ١٨٤٨. وزار الساحل والصحراء (١). وذهب خصوصا إلى بسكرة والأغواط. وأعجب بمضيق القنطرة حيث توقف معجبا بالشمس وليمتع نظره بالطبيعة الخلابة، وكان النسيم العليل يروح عنه ضوء الشمس. وألف بعد ذلك كتابه الشهير (صيف في الصحراء). وقد استعار منه أحد ناشري الأدلة وطبع صفحة جميلة مليئة بالضوء من كتابه في وصف واحة القنطرة. وكان وصفه للصحراء عامة، سيما بسكرة والأغواط من آيات الأدب الفرنسي في ذلك العهد. ومن الكتاب أيضا لويس بيرتراند ذلك الرجل المتحمس جدا للاستعمار والمسيحية والرومنة، والذي يعتبره الفرنسيون مؤسسا لمدرسة الجزائر الأدبية (الفرنسية)، لقد كتب أيضا صفحات أدبية مشرقة عن واحة القنطرة في كتابه (بستان الموت)، وكذلك خلدها الأديب الشهير أندري جيد في زيارته لها ولبسكرة. ويقول الدارسون إن ذلك كان بفضل وصف فرومنتان للقنطرة وصفحة الدليل المطبوعة عنها (٢). وقد أثرت الجزائر كثيرا في فرومنتان حتى أنه بعد أن رجع إلى الجزائر (العاصمة) وسكن قصرا بناحية مصطفى باشا (أول مايو اليوم) صاح قائلا إنه (مغمور بالألوان). وقد كتب أيضا وصفا شيقا للقصبة. ولم يكن في ذلك وحده، فقد سحرت الجزائر بجمالها الطبيعي كثيرا من الكتاب، بالظلال والألوان والهواء والشمس واختلاف المناظر. ومن أبرز الكتاب الذين تغنوا بهذا السحر ألبير كامو صاحب رواية (الغريب) وغيرها من الروايات والأعمال الأدبية والفلسفية.

أما إيميل ماسكري فقد استوطن الجزائر منذ السبعينات وزار مختلف مناطقها وتولى عدة وظائف فيها، ومنها مدير مدرسة الآداب، قبل أن تتحول


(١) له كتابان مشهوران في الأدب الفرنسي، وهما (صيف في الصحراء) ط. ٢، باريس، ١٨٧٤، و (سنة في الساحل)، ١٨٥٨.
(٢) شارل تيار (الجزائر في الأدب الفرنسي)، ص ٣٢٥، وكلمة (أدب) هنا تشمل أيضا غير الأدب كالتاريخ والرحلات الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>