ومن رأي باصيه أن بلاده بقيت تجهل الإسلام والمسلمين منذ الحملة على مصر ثم الحملة على الجزائر. وعليها أن تفرق في معاملتها بين الإسلام في المغرب العربي (شمال إفريقية) والإسلام في إفريقية والسودان. ففي المغرب العربي حيث يسود الإسلام لا يمكن حصول التنصير التطوعي. ولذلك لجأت الإرساليات الكاثوليكية وغيرها إلى الوسائل الخيرية فى التنصير واستعمال المدرسة التي قال إنها (محايدة). ونصح بالربط بين الاحتلال والمصالح المادية للمسلمين، وبعدم مدح الإسلام أمام الأهالي لأنهم سيزدادون تعصبا إذ سيقولون إن (الكفار) مدحوه، كما نصح بالإبقاء على نظام الديانة الإسلامية تحت رقابة الإدارة، لأن هيئة رجال الدين متعاونة مع الإدارة، وهي (الهيئة) وسيلة لتسريب التعليم الرسمي في المجتمع الأهلي. ورأى ضرورة الإبقاء على المدارس الرسمية الثلاث بشرط توجيه تعليمها توجيها أوروبيا. وأوصى بالتعامل الحذر مع الطرق الصوفية، وكذلك الحذر من دعاية الجامعة الإسلامية القادمة من الشرق، ومراقبة طريق الحج لأنه وسيلة لتوريد الأفكار. وفي نظر باصيه أن الأمر يختلف مع اسلام في إفريقية، لأن الوثنية منتشرة فيها. ويجب عدم الاطمئنان إلى الوثنيين المتنصرين أيضا لأنهم قد يتغيرون (١). فأنت ترى أن باصيه كان حذرا جدا في تعامله مع الإسلام والمسلمين، وأنه نصح بلاده بأن تكون كذلك حذرة سواء تعلق الأمر بالإسلام في المغرب العربي، ومع كل الفصائل، أو في إفريقية ولو مع الوثنيين المتنصرين.
أما محمد بن رحال فقد تحدث عن الإسلام في مناسبتين قريبتين من بعضهما، الأولى عند انعقاد مؤتمر المستشرقين في باريس سنة ١٨٩٧، والثانية عند مشاركته في التحقيق المذكور سنة ١٩٠١. وفي المناسبة الأولى تحدث إلى العلماء الفرنسيين وغيرهم عن الإسلام في الجزائر، ووصف المسلمين بالتخلف التقني والتعليمي، ولكنه انتقد فرنسا والغرب على فساد