وقته، والمتوفى سنة ١٣٠٧ (١٨٩٠). فهو والبوجليلي متعاصران وربما لم تكن هناك صلة بينهما، لأن أحدهما من العلماء المستقلين والآخر من العلماء الموظفين ولكن مشربهما واحد. فقد كان ابن الحفاف من الذين ضاقوا ذرعا بالاحتلال، وانضم للأمير عبد القادر، ثم عاد إلى العاصمة وإلى عائلته بعد فشل المقاومة ووظفه الفرنسيون قصدا لأنه كان ضدهم. وظل يتدرج في الوظيف إلى تعيينه مفتيا، كما ذكرنا. وقد أدى فريضة الحج سنة ١٢٨٠ والتقى ببعض شيوخ المشرق، منهم الشيخ أحمد دحلان، في الحرمين، وتناقش معه في مسألة قراءة البسملة في الصلاة. وقد أوحى ذلك النقاش إلى ابن الحفاف برسالة في هذا المعنى وسنعرض إليها. وكان ابن الحفاف متبرما بالبقاء في الجزائر ويهم بالهجرة لولا أن الشيخ بيرم الخامس نصحه سنة ١٨٧٨ بالبقاء والصبر لهداية عامة الناس والمشاركة ولو بأضعف الإيمان في خدمة الدين. وقد تعرضنا إلى أطوار حياة ابن الحفاف في غير هذا المكان (١).
ألف علي بن الحفاف رسالة باسم (الدقائق المفصلة في تحرير آية البسملة)، وهي نتيجة حديثه مع الشيخ دحلان مفتي الشافعية بمكة المكرمة. وكان تاريخ تأليف الرسالة هو ١٢٨٦ هد. ويقول الشيخ المهدي البوعبدلي ان ابن الحفاف قد ذيل رسالته برد على رسالة كتبها في نفس الموضوع الشيخ محمد عليش شيخ المذهب المالكي بالأزهر أيد فيها نظرية الشيخ دحلان. وقال ابن الحفاف انه اتصل برد الشيخ عليش ولم يقبله. (وذيلت الدقائق المفصلة ... بما ورد علي من بعض فضلاء مصر، وهو العلامة الشيخ محمد عليش الذي استدل بكلام الشيخ (محمد) الأمير المنقول من تأليفه (ضوء الشموع على شرح المجموع).
أما التأليف الخاص بعلم القراءات فهو (منة المتعال في تكميل
(١) انظر فصل التصوف (الرحمانية) في الجزء ٣، ولابن الحفاف كلام في الهجرة إذا تغلب العدو على المسلمين وما جرى بينه وبين محمد بن الشاهد. انظره في فصل مذاهب وتيارات، وكذلك فصل السلك الديني.