للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ - والذين ترجموا لمحمد السعيد، أخو الأمير، ذكروا له أيضا بعض المؤلفات، منها شرحه الذي وضعه على رسالة في علم الوضع، وقد طبعت (انظر بعد). وقيل إن له رسائل كثيرة، لعل منها ما كان في الطريقة القادرية. فقد كان له مريدون في المشرق والمغرب، ولا بد أنه كان بمنح الإجازات ويلقن الأوراد. وكان له أولاد متزوجون من بنات أخيه الأمير، ومنهم محمد المرتضى الذي خلفه في الطريقة. ولكننا لا نعرف أن محمد المرتضى قد ترك بعض التأليف في التصوف أيضا. وكان محمد السعيد من علماء الوقت، وقد لازم أخاه الأمير إلى آخر لحظة في كفاحه. كما أن محمد المرتضى تتلمذ على أبيه وعمه معا. وكان يقرض الشعر في شبابه.

ب - أما الأخ الآخر للأمير، وهو أحمد بن محيي الدين، فقد ترك مؤلفين على الأقل في التصوف. وقد طبع أحدهما ولده بدر الدين. والتأليف الأول في بيان أن العلم نقطة وعنوانه الكامل (نثر الدر وبسطه في بيان كون العلم نقطة) (١). وقيل إن هذا العنوان مبني على مقولة الإمام علي أن العلم نقطة كرها الجهلاء. أما التأليف الثاني فهو رسالة بعنوان (الجنى المستطاب)، وهي شرح لأبيات أولها: فأنت في مستنقع الماء رجله. ولأحمد هذا تأليف آخر في التاريخ تناول فيه المقاومة التي قادها أخوه عبد القادر وتاريخ حياته ومن ثمة تاريخ الجزائر إلى حوالي ١٨٤٧ (٢).

ج - وليس لدينا الآن مؤلفات أخرى من المنتسبين إلى الطريقة القادرية. فشيوخ عميش ومنعة ووادي رهيو وغيرها غير معروفين بمؤلفاتهم. وقد اشتهر أحمد البكاي بنواحي كنته بالعلم. فهل ترك مؤلفات لم تصل إلينا (٣)؟ كما اشتهر ابن علي الشريف دون أن نعرف له تأليفا في التصوف،


(١) ط. بيروت ١٩٢٤ (١٣٢٤).
(٢) انظر عن ذلك فصل التاريخ. وكانت السلطات الفرنسية قد نفت أحمد إلى عنابة حيث بقي خمس سنوات، قبل أن تسمح له بالهجرة إلى الشام والانضمام إلى أخيه. انظر تعريف الخلف ٢/ ٩٢، والأعلام ١/ ٢٢٩، ٢٤٠.
(٣) انظر عنه كتابات إسماعيل حامد، ورسالة عبد القادر زبادية. ونشير إلى التأليف الذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>