للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدو أنه كان مهتما بالسياسة.

٢ - وكان المصدر الأساسي للطريقة التجانية هو كتاب (الكناش) الذي ينسب إلى الشيخ أحمد التجاني نفسه. وربما أضيفت كتابات وملاحظات أخرى إلى هذا الكتاب الذي لم يطبع حتى الآن، حسب علمنا، وإنما عرف به أحد العلماء الفرنسيين ولخصه. وقد كان للتجانية فرعان رئيسيان في الجزائر، عين ماضي وتماسين، وكانتا تتبادلان النفوذ طيلة القرن الماضي وأوائل هذا القرن. وفي بعض الوقت لعبت قمار دور الفرع الثالث، سيما في عهد الشيخ محمد العروسي (ت. ١٩٢٥). ومن أبرز شيوخ الطريقة، خلال الاحتلال الحاج علي بتماسين وابنه محمد العيد وحفيده العروسي المذكور. ولكننا لا نعرف أن الاثنين الأولين قد تركا تآليف، فشهرتهما قامت على احتضانهما للطريقة ونفوذهما الشخصي أكثر من العلم والتأليف، أما محمد العروسي فقد ترك بعض المؤلفات، منها (المخدرة) التي لم نطلع عليها ولكن هناك من أخذ منها، مثل إبراهيم بن عامر - العوامر -. ويبدو أن (المخدرة) كتاب جامع أيضا، وهو غير مطبوع أيضا، حسب علمنا. وهو كتاب يشبه التقييد فيه أخبار وحوادث وليس كتابا في التصوف فقط على أغلب الظن.

أما عين ماضي فمن أشهر شيوخها محمد الصغير (ت. ١٨٥٣) الذي سمي أيضا محمد الحبيب، فيما بعد. وهو، فيمازعموا، والد أحمد التجاني زوج الفرنسية أوريلي بيكار، والبشير الذي تزوج أيضا، هذه الأرملة بعد وفاة أخيه المذكور. ورغم شهرتهم جميعا في وقتهم واعتقاد أنصارهم فيهم، فإنهم لم يتركوا تآليف تذكر، حسب علمنا. وكان أحمد والبشير قليلي التعلم، حسب المصادر الفرنسية، وعاشا حياة مضطربة (١).

ولكن الأتباع تناولوا الطريقة التجانية ببعض التأليف، ومنهم:


= ترجمه أرنست ميرسيه والذي يرجع إلى سنة ١٨٥٣. وهو في حياة عبد القادر الجيلاني، ومجهول المؤلف. ورغم ميول ميرسيه المعادية فإن ترجمته مفيدة. انظر مجلة (روكاي) ١٨٦٩، ص ٤٠٩ - ٤٥١.
(١) انظر فصل الطرق الصوفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>