للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لن يعارضوا ذلك لأنهم يرون في الأطباء الفرنسيين (محررين) لهم. وهم خاضعون تماما لعلاجهم. وهذا يؤكد ما ذهب إليه الدكتور بيرتيراند من أن الجزائريين يكون احتراما خاصا للأطباء والحكماء عموما.

وامتدح ريشاردو إنشاء بعض المستشفيات في المناطق العربية، وهي مراكز خاصة بالأهالي. ونصح بأن تسند إدارة هذه المراكز إلى الأطباء الداخليين أو إلى الآباء البيض (المنصرين) في بعض المناطق. وأوصى باحترام العادات والتقاليد. كذلك نوه ببعثة الحاكم العام الطبية إلى الأوراس للاطلاع على تقاليد التوليد، وكانت البعثة تقودها السيدة شيلييه، ولاحظ أنها قد استقبلت استقبالا حسنا وأن الأهالي قدموا لها المعلومات حول الولادة. وليست بعثة الأوراس هي الوحيدة، فقد بعث الحاكم العام عندئذ (جول كامبون) بعثات مشابهة إلى مناطق أخرى. وفي نظر ريشاردو أن هذه الطريقة ستجعل فرنسا تؤدي مهمة كبيرة لدى الأهالي، وهي الخدمة الصحية، والصحة هي أغلى ما يملك الإنسان (١).

ولا شك أن الأطباء الجزائريين الذين تخرجوا بالشهادات العليا، رغم قلتهم، قد كتبوا أطروحاتهم حول مواضيع اختاروها وتناولوا فيها الأمراض وعلاجاتها في ضوء الطب الشعبي والحديث. ولكننا الآن لم نطلع على هذه الأطروحات. وربما غيرنا سيفعل ذلك غير بعيد (٢).

...

وعقيدة الطب عند الجزائريين كانت دينية واجتماعية. فالدين كان يحث


(١) الدكتور ريشاردو (الممارسات الطبية لأهالي الجزائر)، تولوز، ١٨٩٦. ويجب التنويه هنا بالنشرات الطبية التي كان يصدرها الفرنسيون مثل (الجزائر الطبية)، ومثل (النشرة الطبية للجزائر). ولكننا لا ندري مدى مساهمة الأطباء الجزائريين في هذه الدوريات.
(٢) مثلا أطروحة ابن التهامي في أمراض العيون (؟) وأطروحات مرسلي، وبريهمات، وموسى. من الرعيل الأول. وقد اطلعنا نحن على أطروحة ابن العربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>