ورغم شهرة الجزائريين بتناول علم الفلك قدما، لصلته بالملاحة البحرية وأوقات الصلاة، فإننا لا نكاد نجد في العهد الاستعماري من ألف في الفلك إلا عددا ضئيلا جدا. ومنهم المكي بن عزوز وعبد القادر المجاوي والمولود الحافظي. وكان المجاوي مدرسا، فكان كتابه في الفلك تعليميا بالدرجة الأولى. أما الحافظي فقد مارس علم الفلك من خلال الدين، أي أنه كان يربط بين هذا العلم والصلاة ونحوها، كما أنه مارس التدريس أيضا. ولنذكر ما عرفناه من هذه المؤلفات:
١ - نظم متروكات السوسي: والنظم للشيخ السعيد بن أبي داود، (ت. ١٨٤٠) وكان هذا تلميذا للشيخ الحسين بن أعراب. وقد علق على النظم حفيد الناظم، وهو أحمد بن أبي القاسم بن أبي داود. وهو تعليق موجز، كما جاء في مراسلة مع الشيخ علي أمقران السحنوفي (٨ مايو ١٩٨١).
٢ - الجوهر المرتب في الربع المجيب: تأليف المكي بن عزوز، ولا نعرف ما إذا كان مطبوعا.
٣ - الفريدة السنية في الأعمال الجيبية: تأليف عبد القادر المجاوي. وقد طبع سنة ١٩٠٤ (١٣٢١)، على نفقة الإدارة الفرنسية. وربما كان الكتاب موجها إلى التلاميذ بتغطية من الحكومة، لأن المدارس الرسمية الثلاث كانت تدرس هذا العلم. ومما يلاحظ أن جل مؤلفات المجاوي (عدا إرشاد المتعلمين)(١) قد ألفها في فترة بقائه في العاصمة، وفي آخر عمره، رغم أنه أقام بقسنطينة قرابة ربع قرن. وقد تحدث في (الفريدة) عن الارتفاع أو بعد الشمس عن أفق البلد المعني، وعن ميلان الشمس وعرض البلد. وفي المقدمة التي وضعها المجاوي للفريدة لخص خطته وهدفه فقال: وبعد فهذه رسالة صغيرة الحجم، وعجالة مختصرة كثيرة العلم، في كيفية العمل بالربع المجيب في الأوقات، مشتملة على مقدمة وعشرين بابا وخاتمة فيما يتعلق بالتعديل والميقات.
(١) ط. القاهرة ١٨٧٧. وكان المجاوي عندئذ في قسنطينة، مدرسا حرا.