للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - ساعات شمسية: للمولود الحافظي. وهذا ليس عنوان كتاب ولكنه صنعة أجادها الحافظي الذي كان ماهرا في وضع الجداول ومحبا لعلم الفلك حتى أصبح مرجعا فيه من المتأخرين. وقد كتب في هذا العلم مقالات عديدة نشرها في مثل الشهاب والنجاح. ورغم أننا لا نعرف مؤلفات الحافظي الأخرى فإن بعضهم قد ذكر أنه وضع عملين: الأول كتاب كبير تركه مخطوطا عندما كان في القاهرة عند صديق له يدعى الزايدي التواتي. وهذا المخطوط في الفلك والجغرافية والهيئة. وقيل إن والد علي أمقران السحنوني قد رآه. وأما العمل الثاني الذي قام به الشيخ الحافظي فهو إعداد ربع مجيب من الخشب صنعه أيضا وهو بمصر وسلمه إلى صديقه التواتي. وقد قام التواتي بتسليم هذا العمل إلى زاوية ابن سحنون بتاغراست (١).

أما الساعات الشمسية فهي ثلاث، وضعها الحافظي عندما كان أستاذا بزاوية سيدي عبد الرحمن اليلولي، وما تزال آثار الساعات الشمسية في الزاوية. وذهب بعضهم إلى أن الحافظي قد ترك مقالات (وربما مؤلفات)، ولكنها ضاعت فيما ضاع أثناء الثورة.

والحافظي من مواليد بوقاعة قرب سطيف، سنة ١٨٩٥، وبعد أن نال حظا من التعلم العام في الزوايا والكتاتيب، سافر إلى تونس حيث عمه، ولم يدرس في الزيتونة، بل عمل في بيع تذاكر القطار (٢)، ثم سافر إلى مصر في تاريخ مجهول، وانخرط في طلبة الأزهر الشريف. وبعد أن مكث طويلا رجع


= الفكر، دمشق/ بيروت ١٩٩١، ٢/ ٦٧٢.
(١) رواية علي أمقران السحنوني، وقد قال إن أحد الضباط الفرنسيين قد أخذ الروح المجيب أثناء ثورة التحرير، فاختفى. مراسلة منه يوم ١٧ مارس، ١٩٨٠.
(٢) في تونس درس الفلك على الفلكي التونسي الشيخ مطيبع وابراهيم صمادح. أما صديقه الزايدي (غير المعروف لدينا) فقد لقيه بمصر. وكان الحافظي يعرف اللغة الفرنسية، وربما تعلمها في مسقط رأسه قبل سفره إلى تونس. انظر مراسلة علي أمقران السحنوني، ١٧ مارس ١٩٨٠، ورسالة أحمد مريوش عن العقبي، معهد التاريخ، جامعة الجزائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>