للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقصيدة (أعجوبة الإطراف) المخمسة للسابقة، وقصيدة (غاية الإنصاف) التي يسميها صغرى الصغرى. وهذه هي القصائد الرئيسية التي تناول فيها موضوع الأشراف وأنسابهم وفضائلهم. أما ما جاء بعد ذلك فهو نوع من الإضافات (١).

وقد انتصر في القصيدة الكبرى (حسن الأمل) إلى السلطات العثمانية، والغريب أننا لا نجد أية إشارة إلى اسم الأفغاني في شعر الخنقي الذي رجعنا إليه، بينما وجدناه يشيد بالسلطان عبد الحميد، ويعتبر آل عثمان من الأشراف، ونوه بأبي الهدى الصيادي، نقيب الأشراف في اسطانبول وشيخ الإسلام بها، كما قال. ونفهم من كلام عاشور أن ابن مهنة قد يكون رد على كتاب لأبي الهدى الصيادي اسمه (ضوء الشمس) واتهمه بالكفر وشنع عليه. وإذا عرفنا مكانة الصيادي في الدولة العثمانية والعالم والإسلامي علمنا مدى اتساع الموضوع الذي طرقه كل من ابن مهنة وعاشور، سيما في تلك الفترة (العشرية الأخيرة من القرن الماضي) التي اشتد فيها الاهتمام الفرنسي بالعالم الإسلامي (٢).

والشخصيات الأخرى التي مدحها كرر فيها النسب الشريفي أيضا، من ذلك مدحه لأبي التقى، ومحمد السعيد بن زكرى، وعبد القادر بن رزيق. ففي الأول - وهو دفين برج بوعريريج - قال إنه نظم القصيدة (استشفاعا به عند الملك الوهاب)، وأبو التقى ممن قدم من فاس:

إليك أبا التقى مولى الموالي ... حقيق، لو دروا، شد الرحال

لينتجعوا هماما هاشميا ... سريا من ذؤابة خير آل

شريفا فاطميا حيدريا ... سلالة تاج أرباب الكمال (٣)

وفي ابن زكرى الذي سعى إلى إخراجه من السجن وعودته إلى الحياة


(١) يقول وقع الفراغ من تجميعه وترقيعه وترتيبه وتذنيبه (تذيله) في ١٣ صفر، ١٣٣٢ (١٩١٤)، ص ١٦٨. انظر أيضا فصل الشعر.
(٢) (منار الإشراف)، ص ٣٦ من الخاتمة، انظر كذلك فصل الشعر.
(٣) (منار الإشراف)، ص ١٥٩ - ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>