للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العامة. وكان ابن زكري من أهل زواوة ومن أشرافهم، كما قال عن نفسه وأكد ذلك عاشور الذي اعتبره من آل هاشم ومن الأدارسة:

إلى العلم الفرد السعيد محمد ... سليل أبي العباس قطب الورى الزكرى

خليفة عليا هاشم في خلالها ... بقية افتاء الأدارسة الزهر (١)

أما عن ابن رزيق فقد خصه بقطعة نوه فيها أيضا بشرفه، واعترف أنه هو الذي انتشله من براثن الجوع في قسنطينة، وساعفه (حالا ومالأ) فقال فيه:

لله عبد القادر بن رزين ... مفتاح أغلاق العنا والضيق

ولد الفتى الفياض زين العابدين ... ابن الحسين ابن النبي المصدوق (٢)

ولعاشور قصيدتان في أشراف البوازيد الذين يقول إنه منهم، وكذلك شيخه الهاملي. واعتبرهم من أقطاب السياسة والقطابة أيضا. والقصيدة الأولى رائية ومذكورة في (المنار)، والثانية دالية، وقد عثرنا عليها في سريانة. وقد نقل شرف البوازيد عن ابن فرحون وأبي راس وغيرهما. وهم، حسب دعواه، منتشرون، من جبل عمور غربا إلى بسكرة شرقا:

جد البوازيد الضراغمة الذي ... بالأربعينات استبد عن البشر

وعلى الرياسة والسياسة لابسا ... تاج الخلافة أربعون على ظفر

وعلى القطابة في السياحة أربعون ... مسلما لأخيه فيما قد شجر (٣)

وفي الدالية كرر شرف البوازيد وافتخر بأصله وسماها (العقد الفريد في فضائل البوازيد)، وهي طويلة، ويذهب إلى أن آل عثمان والمقرانيين والشيخ الهاملي منهم. ومهما كان موضوعها فالقصيدة تعتبر من عيون الشعر في ذلك الوقت، وقد قالها سنة ١٣١٤ (١٨٩٦). وبدايتها:

أبرق على وادي جدي يصعد ... فبشر أن الحي بالري مسعد


(١) نفس المصدر، ص ٣٠ - ٣١.
(٢) نفس المصدر، ص ٢١ - ٢٢.
(٣) نفس المصدر، ص ٥٨ - ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>