وفي جزء آخر من كتابه تحدث الشقراني عن الأتراك وعن احتلال وهران من قبل الفرنسيين، ثم تناول بيعة الأمير ومقاومته إلى نهايتها، ولكن باختصار. وقد وصل حديثه إلى مهاجمة الفرنسيين بني شقران سنة ١٨٤٥ (١٢٦١). وشمل الكتاب أيضا الحديث عن المجاعة والوباء الذي حل بالجزائر سنتي ١٨٦٧ - ١٨٦٨ (١٢٨٤ - ١٢٨٥) وقد أحسن الوصف في هذه الصفحات القليلة (حوالي أرسل صفحات) عن هذه النكبة التي عاصرها والتي أودت بحياة الآلاف من الجزائريين. واستعار معلومات غزيرة من (عجائب الأسفار) لأبي راس الناصر حول القبائل التي سكنت الناحية مثل مغراوة وبني يفرن. ولا نراه قد جاء بجديد من عنده. ولكننا لاحظنا انقطاعا في النص امتد من صفحة ٤٩ - ٧٠، فهل المقطوع أيضا منقول من عجائب الأسفار؟ ثم لماذا القطع؟.
وآخر تاريخ مذكور في كتاب (القول الأوسط) هو سنة ١٣٠٣، وبذلك يكون الكتاب مؤلفا بعد هذا التاريخ. ونحن نعلم أنه تعرض أيضا إلى وفاة الأمير التي كانت سنة ١٣٠٠ (١٨٨٣). وبذلك يكون الكتاب قد ألف وسط الثمانينات (١). ولكن من هو الشقراني نفسه؟ إلا لا نملك عنه الآن سوى المعلومات الواردة في كتابه. ورغم قربه من مدار القرن فإن صاحب (خريف الخلف) قد أهمله. والمؤلف كما تدل نسبته يرجع إلى سكان جبال بني شقران قرب مدينة معسكر.
٧ - دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران، لمحمد بن يوسف الزياني، وهذا من المؤلفات التي طبعت حديثا وتعرضت لتاريخ وهران وتاريخ الناحية عموما منذ عدة عصور. ولهذا الكتاب ولمؤلفه أيضا أهمية خاصة سنتعرض إليها. لقد اعتمد الزياني على النقل بصفة عامة ولم
(١) اطلعنا على نسخة كانت في حوزة محمد بن عبد الكريم. وقد قام ناصر الدين سعيدوني بتحقيق (القول الأوسط) ونشره سنة ١٩٨٩ بدار الغرب الإسلامي، بيروت.