للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدبية)، و (المقامات العشر لطلاب العصر) و (أبهى مقامة في المفاخرة بين الغربة والإقامة). فإذا ثبت أن هذه كلها من نوع المقامات التي نحن بصددها، فإن محمد المبارك يكون من المكثرين من هذا النوع الأدبي (١). وقد توفر لمحمد المبارك في المشرق، مع الطباعة والجو الأدبي والجرائد، ما لم يتوفر لمواطنيه في الجزائر. وإذا أتيحت للأدباء الجزائريين الفرص والظروف المناسبة فإنهم يبدعون ويبزون غيرهم، كما حدث مع الشيخ طاهر الجزائري أيضا.

٣ - وشبيه بالشيخ المبارك في الإكثار من المقامة، الشيخ الديسي (محمد بن عبد الرحمن). وقد عرفنا أنه كان ضريرا ومعلما في زاوية الهامل قرب بوسعادة وأنه كان متقنا للغة العربية رغم محاربتها من السلطات الفرنسية. وقد لاحظ الشيخ محمد بيرم الخامس أثناء زيارته للجزائر في آخر السبعينات من القرن الماضي أن العربية بقيت في النواحي الصحراوية النائية وبعض المراكز كالزوايا حيث يتغرب طلبتها في سبيل العلم ثم يرجعون لبثه بين المواطنين بطريقة التهريب تقريبا. ولا ندري إن كان الديسي قد تغرب في سبيل العلم ولكن عددا من زملائه قد فعلوا ذلك، ومنهم الشاعر عاشور الخنقي. والشيخ محمد بن بلقاسم مؤسس زاوية الهامل.

وحفظت الأيام عددا من مقامات الديسي، منها واحدة مطبوعة بعنوان (المناظرة بين العلم والجهل) (٢). وقد قال عنها صاحب تعريف الخلف أنه قد


(١) عن محمد المبارك انظر سهيل الخالدي (المهاجرون الجزائريون) مخطوط. وقد ترجمت له عدة مراجع أخرى، منها (حلية البشر) و (أعيان دمشق) و (تعطير المشام) و (أعلام الفكر الإسلامي) و (منتخبات التواريخ)، وغيرها. انظر أيضا فصل المشارق والمغارب.
(٢) طبع تونس، دون تاريخ، وقد صدرت بأخطاء كثيرة، كما قيل في وقتها. انظر (تعريف الخلف)، ٢/ ٤٠٧ - ٤١٧. وقد درس عمر بن قينة حياة الديسي ونشر بحثه في كتاب اشتمل على التعريف به وبآثاره وعصره، تحت عنوان (الديسي)، الجزائر، ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>