للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإليك الآن عناوين المقامات الاثنى عشرة: فقد سمى الأولى المقامة الصحراوية وضمنها أخبار الشيخ ابن عيسى العوالي عندما كان سخارا وجوالا في الصحراء. وروى على لسان امحمد بن العربي قال (كنت في زمان سعيد الكوكب أنه سمع وهو تاجر في الصحراء بثورة بوعمامة وأنه (نافق - ثار- بأعلامه، وطاح على الطرافي بازدحامه، وأخذ أولاد إبراهيم وخوض الإمامة، فلما تحققنا بهذا العبث، وخشينا الهلاك في اللبث، فافترقت رفقتي قبل النفث، فمنهم من قصد المنقار الفوقاني، ومنهم من وعد المنقار التحتاني، ومنهم من توجه لأبي سمغون، ومنهم من بقي في العقلة (١) متأملا فيما يكون، فالتفت لما سمعت هذه البلية، ودخلت لبلاد المشرية، فانخزنت فيها كما يتخزن المخوف ...) (٢). ونفهم من هذا أن الجباري قد عاصر ثورة بوعمامة وأنه كان ضدها، ولكنه أجرى الحديث على لسان الرواة حتى لا يعلن عن موقفه الصريح. والمقامة من هذه الناحية تضمنت فائدة تاريخية هامة، بالإضافة إلى فائدتها اللغوية والأدبية.

أما المقامات الأخرى فنقتصر منها على العناوين، وهي أيضا تتضمن فوائد اجتماعية وتاريخية ذات بال:

١ - المقامة الكرموسية (الكرموس = التين)، وتتضمن أوهام ابن عيسى العوالي وطمعه وخلاف وعوده، ومدح التين بالشعر.

٢ - المقامة الدوايرية (جمع دائرة، والدوائر عرش كبير معروف) وهي تتحدت عن رحلة ابن عيسى والدواير السبع وتذكره وتأسفه وفرحه وحزنه.

٣ - المقامة التمتامية، في خبر ابن عيسى وابنه الجالس في حجره والخوف عليه من الموت وهو حي وفتنته مع جماعة.

٤ - المقامة الزهوانية في سفرة ابن عيسى لوهران ومغامراته الغرامية


(١) المنقار (الموقار) وأبو سمغون والعقلة والمشرية وغيرها هي أسماء أماكن صحراوية جرت فيها ثورة بوعمامة سنة ١٨٨١.
(٢) المجلة الآسيوية، مرجع سابق، ص ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>