للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامي، وتأييد الإبراهيمي للثورة سنة ١٩٥٤. وقد اتخذت النداءات شكلا آخر بعد ظهور الأحزاب وخوض المعارك الانتخابية، فكان الزعماء يوجهون نداءاتهم إلى الناخبين كتابة ويعلنون عن برامجهم العملية. ولكن في معظم الأحيان كانت اللغة المستعملة في هذه الحالة هي الفرنسية أو الدارجة، وهي لا تعنينا هنا.

ومن النداءات الهامة والتي تدخل في موضوعنا ما وجهه الأمير عبد القادر إلى أهالي فجيج سنة ١٨٣٦ (١٢٥١ هـ). ولا شك أن الذي حرره هو أحد كتاب الأمير البلغاء. وقد جعله في شكل استصراخ ودعوة للجهاد والانضمام إلى صفوف المجاهدين. إن الأمير قد وجه كثيرا من هذه النداءات، ومنها ما كان فيه التحذير أيضا. ومن ذلك النداء الذي وجهه الأمير إلى أولاد سيدي الشيخ، وإلى الزواوة، وإلى الدوائر والزمالة، وإلى شيخ عين ماضي. ولك أن ترجع إلى ندائه الموجه إلى أهل فجيج (١).

أما النداء الذي وجهه الإبراهيمي إلى الشعب الجزائري سنة ١٩٥٤ فقد مثل أسلوبه المعروف. وإليك الفقرة الأولى منه، وكله في الواقع على نسق واحد: (أيها المسلمون الجزائريون ... حياكم الله وأحياكم، وأحيا بكم الجزائر. وجعل منكم نورا يمشي من بين يديها ومن خلفها. هذا هو الصوت الذي يسمع الآذان الصم، وهذا هو الدواء الذي يفتح العيون المغمضة، وهذه هي اللغة التي تنفذ معانيها إلى الأذهان البليدة، وهذا هو المنطق الذي يقوم القلوب الغلف، وهذا هو الشعاع الذي يخترق الحجب والأوهام. كان العالم يسمع ببلايا الاستعمار الفرنسي لدياركم، فيعجب كيف لم تثوروا، وكان يسمع أنينكم وتوجعكم منه، فيعجب كيف تؤثرون هذا الموت البطيء، على الموت العاجل المريح. . .) (٢).

ونقصد بالنصائح أو الوصايا النصوص النثرية الصادرة عن بعض العلماء


(١) المجلة الإفريقية، ١٩١٣، ص ٢٤٨ - ٢٥٠.
(٢) محمد البشير الإبراهيمي (في قلب المعركة)، ١٩٩٣، ص ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>