للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميرانت عندئذ (١). انظر إلى عاشور كيف فهم القضية: (استعجلني على ذلك (أي طبع الكتاب) مصيبة النفي والتغريب، واسترهقتني عليه مشيئة السجن والتعذيب، مدة سبعة عشر عاما، أو تزيد أشهرا وأياما، بموجب هذا المجموع الشريف ... بإغراء ذلك الدجال الضال (ابن مهنة؟) وأشياعه على ذلك الضلال، ولاة الأمر اليوم من أهل دولة الفرنسيس، بما افتروه علي وأضافوه إلي من أراجيف التدليس، على وجه التخليط والتلبيس) (٢). فالاتهام هنا موجه إلى خصومه الجزائريين الذين أغروا به السلطة الفرنسية ولبسوا له التهم فسجنته، وهذا فهم ساذج في نظرنا.

وإلى جانب كونه قد مدح السلطان العثماني ونقيب الأشراف في اسطانبول، كان عاشور رحمانيا (خلوتيا)، ومن تلاميذ الشيخ محمد بن أمزيان الحداد زعيم ثورة ١٨٧١. وهذا وحده كاف لقمع شاعر كعاشور وقطع لسانه إذا أمكن. وقد روى عاشور كيف أخذ الطريقة على الشيخ الحداد في سجن قسنطينة (توفي الشيخ الحداد في سجنه). ونعته بالقطب والأستاذ، وحاول تبرئته من الضلوع في الثورة خدمة لأنصاره، ربما (اتهم الأستاذ القطب بتلك الثورة، فأتي به فيها إلى تلك الحضرة (قسنطينة)، وعلى الحقيقة هو منها برئ سليم ... حسبما أخبر بذلك المؤلف (عاشور) بمشافهته السنية، من قصة تقتضي الإطالة) (٣). ويسمى عاشور عام


(١) دومينيك لوسياني كان المكلف بإدارة الشؤون الأهلية (الجزائرية) وكان ميرانت موظفا بارزا فى الحكومة العامة، وسيتولى المنصب الأول بعد لوسيانى. وكان لويس رين الذى تولى الشؤون الأهلية خلال الثمانينات ما يزال مستشارا للحكومة الجزائرية، ما الحاكم العام زمن سجن عاشور فهو جول كامبون. وعن إشادة عاشور بالسلطان عبد الحميد والصيادي انظر منار الإشراف، ص ٥٩. وكانت دعوى شرف آل عثمان قد روج لها بعض دعاة الجامعة الإسلامية/ العثمانية بقيادة السلطان عبد الحميد، تقربا وزلفى. وهي دعوى باطلة ولا أساس لها في التاريخ.
(٢) المنار، ص ٢٢ - ٢٣.
(٣) نفس المصدر، ص ٢٣. وليته قد أطال!.

<<  <  ج: ص:  >  >>