للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضد الظلم الذي كانوا يتعرضون له على يد الكولون أثناء النظام السياسي الجديد (النظام الجمهوري). وقد التفت جماعة من أعيان الجزائريين حول هذه الجريدة (المنتخب)، ومنهم عبد القادر المجاوي والمكي بن باديس، فساهموا فيها وعبروا عن آرائهم حول الوضع العام. ومنهم زين العابدين بوطالب الذي سبقت الإشارة إليه. فقد مدح الجريدة على اهتمامها بشؤون الجزائريين، واعتبرها من وسائل النشاط السياسي ونوه بها كجريدة إخبارية، للتقريب بين الجزائريين والفرنسيين.

ومن الأسف أن القصيدة مشوهة بالأخطاء، ولو اطلعنا على أصلها أو على ديوان قائلها لبذلنا الجهد في تصحيحها. ونحن الآن لا نورد منها هذه الأبيات إلا لمعرفة موضوعها، أما روحها الشعرية فتكاد تكون مفقودة. وقد رمز الشاعر إلى الجريدة بالبدر، وقال انها محررة باللغتين، وهنأ صاحبها على صنيعه، وهو غير عارف بالدوافع التي دفعت به إلى إنشاء (المنتخب)، والمعروف أن الحكومة أوقفت الجريدة لأنها خشيت من تأثيرها (السيء) على الأهالي. وكان ذلك أثناء إدارة لويس تيرمان. يقول الشاعر زين العابدين بوطالب (وكان عندئذ قاضيا):

بدر السياسة بالدهماء قد سطعا ... أم هذا (منتخب) الأخبار قد طلعا (١)

(جرنال) كاللؤلؤ المكتوب منتظما ... ألفاظة رقصت باللغتين معا

مؤلف لقلوب الناس قاطبة ... من الرعايا وللأهالي قد نفعا

يشفى الصدور من الداء الذي وجعا ... قد نار منشئه المزايا إذ طبعا

فليبشروا بالأماني والحق سادة ... قد سارعوا في اشترائه الذي وقعا (٢)

ولا شك أن هناك شعراء قد رحبوا بالجرائد التي أنشئت في فاتح هذا القرن، سواء تلك التي ملكها جزائريون أو التي ملكها الفرنسيون، لأن الشعراء سرعان ما يستجيبون لما يرون فيه فائدة للشعب أو مصلحة شخصية


(١) في الأصل (ظهرا) بدل (طلعا). والشطر الثاني من البيت الثاني ينتهي في الأصل بكلمة (لذا) وقد بدلناها بكلمة (معا) لتستقيم القافية.
(٢) قنان (نصوص)، ص ١٨٢، هامش ١، عن العدد ٥ من جريدة (المنتخب).

<<  <  ج: ص:  >  >>