للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(كما أن عمر بن قدور قد نفى وعذب وسير به إلى الأغواط مشيا على الأقدام. ولعل (شفاعة) الزاوية التجانية هي التي أنقذت حياته). وفي هذه القصيدة ما يذكر المرء أيضا بقصيدة أبي فراس الحمداني: (أراك عصي الدمع).

وقد انطلق الشعر السياسي بعد الحرب العالمية الأولى (١) مع حركة الأمير خالد السياسية وحركة ابن باديس الإصلاحية، ثم ظهور الأحزاب وجمعية العلماء، ودخلت موضوعات وطنية وعربية وإسلامية قاموس الشعراء، فكانت قصيدة اللقاني (بني الجزائر)، وقصيدة محمد العيد على لسان جريدة صدى الصحراء. ثم طغت على الساحة قضايا ليبيا وفلسطين والعراق وتركيا. وإن من يرجع إلى ديوان أبي اليقظان، و (شعراء الجزائر)، وأناشيد مفدي زكريا، ونشيد شعب الجزائر واعصفي يا رياح لابن باديس، وغيرها سيدرك أن الشعر قد خرج من التلميح السياسي إلى التصريح، ومن الخذلان إلى المواجهة.

فللعمودي (محمد الأمين) قصيدة سياسية قوية في مدح الأمير خالد والإشادة بدوره بعد زيارة قام بها الأمير لبسكرة سنة ١٩٢٢، وكان الأمير في أوج سمعته، وكان العمودي موظفا في المحكمة. ولذلك نشرها مغفلة الاسم، ومنها قوله:

رجل الجزائر يا عظيم الشأن ... أنت الأمير المسلم الحقاني

حييت من بطل تعاظم قدره ... يا زينة الأقوام والأوطان

أهلا بمقدمك الذي ابتهجت له ... منا القلوب ومنزل الفرقان (٢)


(١) من الشعر السياسي أيضا نشير إلى مقطوعات الأمير عبد المالك بن الأمير عبد القادر أثناء ثورته على الفرنسيين ١٩١٥ - ١٩٢٤. انظر كتابنا (أبحاث وآراء) ج ١، ط. ٣.
(٢) صالح خرفي (الشعر الجزائري الحديث)، ملحق ٤٩. وقد نشرت القصيدة في جريدة (الإقدام) عدد ٢٦ نوفمبر ١٩٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>