جريدة (الحضارة) أيضا سنة ١٩١٢، ثم أعاد نشرها في جريدته (الفاروق) التي أسسها سنة ١٩١٣. وفي تلك الأثناء كانت فرنسا تفرض على الجزائريين التجنيد الإجباري للخدمة في جيشها، وكان ابن قدور من أبرز المعارضين لذلك الإجراء، وأظهر معارضته في عدة مقالات نشرها أيضا في جريدة الحضارة المذكورة. وإليك أبياتا من (يا شرق):
يا شرق ما لعقول قومك لا تعي ... نصحا من الماضي إلى المستقبل
صالت عليك مطامع الغرب الذي ... أرضعته لبن الترقي الأكمل
إن كان أهل الغرب قوم تمدن ... فهم الثعالب سبقا بتحيل
جعلوا مواطننا حمى لذويهم ... وأبوا علينا أن نقر بمعقل
يا شرقنا إني أعيذك أن ترى ... متغافلا عنهم فتسقط من عل
وكان عمر بن قدور يؤمن بهذه الأفكار حول الإسلام والغرب والاضطهاد، ولكنه لا يستطيع أن ينشرها في الجزائر. ولذلك كان يراسل بنثره وشعره الصحف العربية والإسلامية، وكان عندئذ ما يزال في العشرينات من عمره؛ وقد نشر سنة ١٩٠٩ موشحا سياسيا في جريدة (الحاضرة) التونسية، استعمل فيه السياسة بدل الغزل ووصف الطبيعة، واستعار الصيغة من ابن سهل صاحب التواشيح المشهورة، واتخذ ابن قدور ذلك وسيلة لنقد الوضع الراهن في بلاده والبلدان الإسلامية الأخرى، وأعطاه العنوان التالي (هل أباد اليأس جيش الأمل؟) وقد صور حالة النور والظلام والتسلط والاضطهاد والنهضة والرقود - ذلك الجو المتناقض الذي كان يعيشه المسلمون. والشاعر مع ذلك غير يائس، فهو مصلح ويرجو أن يجني الشعب ثمار الأمل ولو بعد حين:
كيف نبقى في ظلام بعد ما ... أشرق النور بجو المجلس
لا تقولي الخير فيما قد سما ... عن حضيض الذل من ذي قبس