للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنه فضل من الله ظاهر ... فلا زالت الأقلام تنطق بالحبر

ولازلت بالتقريض للمولى مادحا ... أمجد ذاك الفضل حتى إلى الحشر (١)

وواضح أن في هذا الشعر تكلفا كبيرا في الألفاظ والمعاني. كما أن الموضوع تقليدي، ليس في المدح فقط ولكن في الطالع، كما ذكرنا. ويغلب على الظن أن للغوثي بوعلي أشعارا أخرى، وربما نشر في جريدة المغرب وكوب افريقية من جرائد الحكومة العامة بالعاصمة.

وكثيرا ما مدح الطلبة أساتذتهم والمقدمون شيوخهم في وقت اختفت فيه المناسبات العمومية وخفت فيه صوت الحديث عن السياسة وأهلها. ومن ذلك مدح حسن بن بريهمات لشيخه مصطفى الحرار (٢). وقد أشرنا إلى عاشور وشيخه الهاملي. وها نحن نذكر قصيدة محمد الصالح القلي في شيخه أبي القاسم البوجليلي. وتبدأ هكذا:

أشجاك شوق منه دمعك سائل ... أم أدركتك بشائر ورسائل

ثم تخلص إلى مدح شيخه فقال:

علامة العلماء والبحر الذي ... لا ينتهي، ولكل بحر ساحل

يأتي إليه الطالبون لعلمه ... ولفضله، ذا راكب ذا راجل

فاق الفحول فصاحة وبلاغة ... فهم الجداول وهو بحر كامل

و (أبو جليل) قد بدا متبخترا ... وتفجرت لذوي الفهوم مناهل (٣)

ولقد حظي ابن باديس بعدة قصائد من تلاميذه وأنصاره، وفيهم المجود والمهلهل. وكان محمد العيد في طليعة المجودين. فقد كان شعره العذب المتجدد متفوقا على شعر الشعراء المعاصرين له. وكانت لمحمد العيد حوليات يأتي فيها على ذكر الأعمال التي كان يقوم بها ابن باديس من أجل


(١) من مخطوط الخزانة العامة - الرباط، ك ٤٨، ص ٤٨ - ٤٩، وهي في ٣٧ بيتا.
(٢) تعريف الخلف، ٢/ ١٢٠.
(٣) من كناش عند علي أمقران السحنوني. والقصيدة بدون تاريخ، وهي في ١٣ بيتا. عن البوجليلي انظر فصل التصوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>